بعد أن مالت الدنيا بنا وبتنا نمشي بين تعكيز وتعجيز وكل شخص يحاكي حاله إن كان بحلم أم بعلم ، يتمنى لو كانت هناك تقنية ما تبرمج مخه وتجري تحديثاً لأحاسيسه وشعوره وأفكاره ورؤاه بما يتوافق مع التطورات الراهنة كي يتجاوز هذا الشرخ الصاعق بين الأمس واليوم ، الماضي والحاضر ، وليسد الهوة الهائلة التي تؤزمه وتخرجه عن طوره في اليوم آلاف المرات .. فالقصور في مجاراة الواقع الذي نقيسه بأحداث الماضي وكيف كنا وكان والحنين لأيام زمان وكيف أن الحرب شكلت انعطافة مفصلية قلبت الحياة رأسا على عقب ، هذا القصور يكمن في تراكم المواجع التي بات الهروب منها استجارة من الرمضاء بالنار ,فتبدل إيقاع الحياة المعيشية التي هي أس الوجع والألم أن تطلب اللقمة ويعز عليك شراؤها أو احتواء أدنى متطلبات الحياة المعيشية لاستكمال سيرورة عافيتك بشكل أقل من عادي، هذا التبدل غابت فيه القراءة والآليات ومجموعة إجراءات وقوانين يفترض أن يحتكم إليها المعنيون بالشأن المعيشي لتكون مفاتيح تضبط وتحد من تواتر الأزمات التي تراكمت على مدار عقد ويزيد “وكان من الضرورة القصوى” تفحص ومعاينة المعطيات لتجاوز الضغوط والصعاب يعني زحزحة تدريجية بما يساهم بتخفيف التراكم الذي حاله الآن ” فالج لا تعالج” لاسيما أن عمر التجربة ليس بالقليل..
الوعي الناقص والمحدود عطل طاقات المحاولة التي كان من الممكن أن تفتح كوات فرج تغير من إيقاع الأزمة التي فرخت أزمات وكل أزمة كان فيها ما يكفيها من نقاط اختراق والتقاء لمنتهزي الفرص من تجار الأزمات وضعاف نفوس أفلحوا في ركوب موجة الأزمة بما تقتضي مصالحهم… والوقائع كانت توحي للقاصي والداني أن هناك خللاً على عينيك ومرآك يا رقيب ويا حسيب وإشارات الإنذار بضرورة السيطرة والانتباه إلى المجريات لسد الفراغات وقطع يد السرقات كل هذا قوبل بالاستهتار والتراخي ما جعل كل ما يخرج من قرارات –لاحقاً- مستهلكاً وعسيراً على البلع والتنفيذ…
ويبقى الأمل سيداً ، وما غابت الشمس إلا لتشرق من جديد… وعلّ القادم أجمل.
حلم شدود