نبض الشارع.. كسر عضم

قدرة فائقة وبراعة واحترافية في تصوير المعاناة باختزال مكثف للعواطف والأحاسيس التي تسحق الروح وتعصف بالوجدان من خلال ” كسر عضم” أفلح صناعه في الوصول إلى العمق والإلمام بحالات تثقل على المواطن السوري عيشته تناوبت فيها الحرب والفساد وعقوبات اقتصادية وتجار الأزمات وصانعو النكبات من وصوليين وانتهازيين وضعاف نفوس وجحيم أزمة لا ملاذ في التنفيس عنها سوى بالدراما والشعر وشبكات التواصل الاجتماعي وكل هؤلاء قد لا يملكون دفعاً لها وإنما توضع النقاط تحت الحروف لفترة مشحونة بالفواجع وألم الفقد والفساد و تفاوت الطبقات ، وتختلف أفق القراءة لها من شخص  يسمع رعود القصف والفقد والفساد دون أن تطفر عيناه بالدمع أو يرف له جفن لأن الزمن مال لكفته وأقبلت أيامه  وصار عنتر زمانه وعلى الميلة الأخرى تجد من هو في قلب العاصفة التي تتناوبه أشكالاً وألواناً توجع روحه و يسحق قلبه ويتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه بعد أن هجر وفقد أحبته وطاله الفقر..

التحولات الدرامية والوجدانية في مسلسل” كسر عضم” والذي بدأت  تتكشف أحداثه تباعاً لتفك شيفرة كل حالة ابتداء من “الحكم” الفنان فايز قزق الذي أثرى الشخصية بقدرة فائقة وبراعة في امتلاك زمام كل تغير طارئ بأسرع من طلقة مدفع واحترافية وزخم في اعتلاء الموج بلامبالاة وعدائية ( أنا ومن بعدي الطوفان ) ضمن مفارقات مريرة قرأها البعض بأنها تزييف للواقع المعاش وافتقاد للنزاهة في تجسيد الواقع يعني كان يجب على صناع العمل القول بداية: إن الأحداث الواردة في هذا المسلسل تحصل في دولة ” موزامبيق” وليس في بلدنا وما ورد ذكرهم من محامين ودكاترة جامعة و تجار وضعاف نفوس آخرين فاسدين ومتسلقين هو محض خيال وهكذا كي لا يدعي من يدعي بأننا نعيش في المدينة الفاضلة وما ورد ذكره فيه تلفيق وتزييف للواقع وإساءة وتشهير…؟!

يعني تجميل الواقع والضحك على اللحى..

بالطبع لا يخفى على أحد وجود حالات شاذة في مجتمعنا متسلقة وصولية ساهمت بصب الزيت على النار مقابل إرضاء جشعها ومصالحها الشخصية وهؤلاء لا نستطيع أن نربط فسادهم بالأزمة لأن الانحلال الأخلاقي والمهني ليس له زمن معين قد تكون الأزمة ساهمت في تعريته وكشفه وتعزيزه أكثر من ذي قبل ، فالإنسانية لا يمكن أن تدجن عندما يتحول صاحبها إلى وحش ..

ومع هذا وذاك فإن الكلمات والدراما والشعر وكل وسائل التنفيس تضيق عن الإحاطة بواقع فيه من الفقر والفقد ما يغني ويثري فكر من يريد نقل الواقع دون مكياج أو بهرجة .

حلم شدود 

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار