بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيه تجديد
يأتي العيد في زمن أزمة حامية الوطيس تصرخ فيها الحاجة وتعز على المواطن اللقمة ، والخوف من جوع وفقر وغلاء فاحش تتعاقب موجاته موجة وراء موجة لتجرف معها كل الأشياء الجميلة ولتحول المناسبات السعيدة إلى حلم نستعيد فيه أيام زمان وكيف كنا وكان للفرح مطرح وعنوان يجتمع فيه الأقارب والأصدقاء والخلان في مكان عام أو حديقة أو في بيت مليء بالحب والحنان يتبادلون التهاني بحلول العيد وتفرش الطاولات بالحلوى وكعك العيد والأقراص وكل ما يبهج النفس والقلب وفرحة أطفال لا تعادلها فرحة… لباس جديد وألعاب ومراجيح…. والأهم هو العيدية والهدية من الأقرباء والأصدقاء والتي ينتظرها الطفل بفارغ الصبر لها متعة لا تفوقها متعة ..
فرحة العيد غابت ، وأدتها الأزمة بتشعباتها الموزعة على كل الجبهات ، الحرب والفساد وتجار الأزمة ووسائل تواصل اجتماعي سرقت من العيد طعمه وبريقه، طقوس العيد اختفت ، معايدات على منصات التواصل الاجتماعي يتم إرسالها إلى كل من تقع عليه عينا المعايد بكبسة زر دون إحساس أو حتى تصفح ما يتم إرساله وزيارات الأرحام شبه غائبة وتجسيد مظاهر الرحمة والإحسان على الفقراء إن لم يكن معدماً فهو يتم بشكل خجول وبعضها له طابع استعراضي بحت يعني كأن يأتي متبرع لسلة غذائية أو مبلغ بسيط ومعه كاميرات تصوير يستعرض من خلالها عضلاته وبطولاته في الإحسان على الفقراء ..فما أكثر مكسوري الخاطر في العيد والأطفال على قائمة هؤلاء فلا تستطيع الأم بكلماتها اللطيفة أن تدخل البهجة إلى قلب طفل ينتظر العيدية والملابس الجديدة واللعب في مدينة الملاهي … ولا تشبعهم مواساة أهلهم بالقول : أنتم العيد،أنتم الفرح .
جريحة هي أيامنا والغائبون يشعلون الحنين في قلوب فاقديهم والعوز والقلة تزيد المعاناة وجعاُ… ، وأيام عصيبة لم يعتد عليها المواطن السوري حيث كانت خيرات بلاده تطعم العالم بأكمله، فكيف لهذا النهر أن يظمأ وكيف للواردين إليه أن تتقطع بهم سبل الحصول على لقمة تسد الرمق.
وستبقى أبواب الأمل مشرعة بانتظار غد أجمل وكل عام وشرفاء وطننا بألف خير..
العروبة – حلم شدود