نقطة على السطر… صور ملونة

 مازالت صوره الملونة مرسومة على صفحة قلبي، أصدقاء العيد في الطفولة يسكنونني، تركت خيالي يسبقني إلى ذلك المكان بشخصياته الفلكلورية، ألعابه، أراجيحه في ساحة المزة المزدحمة بالأطفال، الطرقات تغص بالرواد الذين ينسجون بنية العيد، إنه دخول مفاجئ في دفاتر الزمن الماضي مازال يسري في داخلي، منذ لحظة استيقاظ أمي في الصباح الباكر لتعجن الطحين المنكه بالبهارات المتنوعة تصنع منه أقراص العيد والذي كان يحافظ  على اللمة العائلية في الأعياد ومازالت تلك الحلوى الشهيرة حاضرة ومتميزة تصنعها الأمهات بمهارة فائقة يحمل ما يحمله من طعم لذيذ نشعر به بعد صيام شهر رمضان، لكن مكونات الأكلة اليوم طالها الغلاء ما أدى إلى التخفيف منها في حدود ضيقة ..

 كنا نتهيأ للعيد بشراء الملابس الجديدة، وفي يوم الوقفة  ننام باكرا ً لنستقبل أهازيج العيد الجميلة ، ومن ثم نتلقى العيديات من الأهل والأقارب المقربين جداً لنتجه فوراً إلى الساحة نركب الأراجيح نغني مع صاحبها أغاني العيد التراثية الشعبية.. غناء يملأ قلوبنا فرحاً وسعادة ، نبحر في بساتين الشام ومغانيها، نتسلق أشجارها نقطف زهورها وياسمينها، نصعد جبلها الأشم قاسيون ونشرب من مياه عين الفيجة العذبة..

كان العالم بكراً لم تلعب به أيادي الغدر والضياع الذي اقتلعنا من عادات جميلة بل أوقعنا في أتون معركة ضارية ظالمة قضّت مضاجعنا، وجعلت العيد مختلفاً  في وجوه أطفال.. ، نود اليوم أن تعود تلك الحياة  لتدغدغ الفرح في نفوسنا من جديد، فنحن أحوج ما نكون إلى دعم نفسي ومادي لتشرق الروح دوماً ببهجة العيد والحياة عامة ، هو حق إنساني للكبار والصغار في ظل تجدد الرؤى وارتعاش الأمنيات .

عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار