تحية الصباح .. الغبار

 كم يبدو الغبار جميلاً , خلاف نظرة نسقٍ أولَ لدلالته , عندما تحمله أطباق النسمات رسالة تناغم في ماهية الطبيعة ” غبار طلعٍ” ! مداه فضاء رحب , ودنياه ثغور لورودٍ وأقاحٍ ومياسم لأثمارٍ لمّا يُعقد ثمرها بعد ضمن فاعلية نماء لجمالية تراتبية مسارٍ في أبهاء اكتناز الأيام تعاقب حضورٍ لحيوية أداءٍ في كينونة طبيعة ومعنى دلالة . وكم يبدو وشائج من سجايا ومثل على وقع صهيل جيادٍ , لها كل سبق في متسع كلّ مضمار يغني فرادة فروسية لها المدى كل ميدان ! وفي عوالم القوافي ثمة أشرعة , وإبحارٌ وبحور لخرائد ترسم تلاوين نسجها سردياتٌ , تفاصيل معالمها حكاياتٌ لفرسانٍ وفوارس أبدعوا نتاجاتٍ من أشعارٍ هي واحات فصولٍ في عُجمة مكابداتٍ, وغنى حضورٍ في دنيا حيواتٍ , ما دام ديوان العرب يفسح لها في المكان قراطيسَ وصفحاتٍ , وعلى سرح التأمل وعياً , وبلاغة الذوق الرفيع استيعاباً ودهش إعجاب, ثمة قراءاتٌ مابين قصّ في رواية , ومتانة سبك في معطى نقدٍ ومقاربة أحكام , وقد تطاير الغبار خلف أولئك في ساحات الوغى , والرماح نواهلُ .. إذ لا يُشقّ لرادة غبارٌ تميّز بلاغة في أداء . و ما أبلغه دلالة في وقع بلاغة الأثر في قيمة مسؤولية الحرف , وحذاقة المحتوى مضموناً تميز ابتكار فيه ! وهو يؤكد ذاته رسالة تواصل مابين مرسلٍ ومتلقٍ , وقد أخذ البليغ يتسنم منبراً يعي معيارية قوله اضطراد صدىً في أسماع ومسامع الحاضرين وغيرهم . فجميلٌ ذاك التعبير لروعة ذاك الغبار في معجمية اللفظة تضاداً . وقد علا ذاك الرجلَ الشيبُ فأجابهم : هو ما بين رغوة شبابٍ وغبار دهر . إنها المنابر في وقع أصحابها , ومكانة المستمعين لها . لكنّه ذاك الغبار الذي يمضّ ألماً ليغدو في مفازات كل صوْلٍ وجوْلٍ عبر صُعد الحياة ومتاعب الكدً فيها ,والاعتبار ضمن تفاصيلها قد يغدو الألم غباراً للروح , وقد يوغل في أسىً لينال من همّةٍ في حالٍ جاعلاً من أثره في النفس إسقاطاً واقع جسدٍ خان شبابَ الروح . فلا يترك تباريح مقاربة لدلالته ” طلعاً” أو صحو فرحٍ لدلالته جمالاً وهو يشقّ فجاجاً .هو هذا الغبار في مرجعيته المعجمية ” ما دقّ من التراب أو الرماد ” وفي مكنونات النفس , وسواء المزاج لا يحبّذه خاطر , لأنه يكدّر كل صفاء . وما أكثر الدراسات والبحوث والنظريات الفلسفية والعلوم التطبيقية والمرتبطة بعلوم الإنسان و البيئة أيضاً ضمن القراءات الوضعية التي استفاضت في الانفجار الذري ضمن الحديث عن الكون !. هذا الكون الذي كم يبدو فيه الغبار جميلاً ! ضمن سجية الطبيعة , وإرادة الحياة في الإبداع , ضمن مؤشرات أداء لعمل في أي جانب لا يشقّ لصاحبه فيه غبار . لكن هذا الغبار المتمثّل بالحروب البيولوجية الجرثومية , ومستجدات حقائق السياسات الأمريكية ضمن المخابر لأكثر من دولة غربية استعمارية تتقدمها الولايات المتحدة الأمريكية في الاعتداء على الطبيعة والإنسان والحياة عبر غبارٍ جديد تصنّعه تحقيقاً للدمار الشامل للإنسان والحضارة والشعوب الحرة الأبية التي لا تنصاع لها في مجموعها الاستعماري وهذا ما تفيض به حقائق الواقع في “أوكرانيا” التي جعلتها أمريكا وتلك الدول الاستعمارية منصّة وحقول تجارب وتصنيع لذاك الدمار الشامل , وثمة دراسات عن الطيور المرقمة والدوائر الاستخباراتية الغربية وغاياتها , والأمراض الفتّاكة الناجمة عنها , كما الحال جائحة كورونا . إنه صراع الوجود بين الحق في مواجهة الباطل والحياة في مواجهة العدم , وشتّان ما بين غبارٍ تتطيّب به الطبيعة والحياة والإنسان وآخر يهلك الإنسان والبشر والحجر .

نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار