نبض الشارع.. رسائل ورقية

عندما يغيب الراعي يفلت القطيع .. وصورة بعض طلبة الصفوف الانتقالية نهاية الامتحان تختصر المشهد وتختزل جيلاً ليس بقارئ احتفل بتمزيق كتبه ودفاتره وممارسة  كل أنواع الفوضى من صفير وتسلق لجدران المدارس والضرب على الأبواب وتبادل الألفاظ والشتائم .. دون اعتبار لحسيب أو رقيب ..

 يصعب أن تجد مبرراً  منطقياً لهكذا  حالات موجعة فيها نكران للجميل وجحود لجهود مدرسين وتعليم مجاني ومدرسة احتضنتهم  طيلة عام دراسي .. وبدل أن يكون حصاد الزرع عرفاناً  وتقديراً بأسمى آيات الشكر، فإن الرد قاس ومحبط للغاية …

 شيء موجع ومؤلم .. والمنظر المؤسف الذي رآه معظمنا أمام مدارس أحيائنا وشاهدنا بعضاً منه على مواقع التواصل الاجتماعي ، يحتاج إلى قراءة جدية تقيم الواقع التربوي برمته ، فليس عن عبث أن يفتقد هؤلاء كل الضوابط التربوية .. نعلم  بأنه يوجد طلاب بارون لمدارسهم ، لديهم هدف سام ، وإلا لما خرّجت هذه  المدارس أطباء ومعلمين ومحامين ومهندسين ومعظم هؤلاء يتذكر مدرّسيه ومدارسه بالخير .. لكن الواقع التربوي والمعيشي أثناء الحرب شابته الكثير من العوائق  المادية والضغوطات  النفسية ، ما حمّل الطالب فوق طاقته ، وهؤلاء جميل أن نحاورهم ، نحفزهم على رد الوفاء بالوفاء ، ولنكن نحن المربين صادقين في مواجهة قصورنا وأخطائنا ، فالواقع التربوي ليس بأفضل حال ، الكثير من المربين زاحوا عن دورهم في أداء الرسالة بكل أمانة وإخلاص ومحبة ،و..

 الكل مسؤول عن هكذا تصرفات ، لنراجع المشهد ونقرأ تداعياته ونفند أسبابه ، ولنواجه أنفسنا بقصورنا وأخطائنا ، فلا يعقل  أن  يكون للعطاء بسخاء  وجه آخر كالذي شاهدناه نهاية يوم امتحاني ليس بعاصف .

 حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار