الامتحانات …نهاية البداية أو حصاد السنين نعم هي كذلك فكل من لديه طالب شهادة يدرك ويلامس المعنى الدقيق لتلك العبارة، فالشعور الإنساني في سياق الكلام لن يكتشفه إلا من عانى وسهر واستيقظ باكراً… نعم في مثل هذه الأيام من كل عام تبدأ رحلة الحصاد …(الحصاد الدراسي ) فمن زرع حصد ، ومن كان زرعه خصباً كان موسمه مباركاً رحلة طالب شهادة الثانوية تبدأ منذ عام ونصف هذا إن لم نقل أكثر بلا مبالغة فالأحلام كبيرة والمناهج أكبر والزمن سيّاف إن لم نحسن استغلاله لن يرحم رقابنا .
في هذه الأيام الأهل والطالب في خندق واحد وعليهما الانتصار على كل ظروف الحياة ليرفع الطالب في نهاية رحلته بيرق النجاح ربما أكثر ما يعلق في الذاكرة هو المثل الذي رافقنا من طفولتنا (من طلب العلا سهر الليالي) ولكن هنا من دون أغاني أم كلثوم فلا وقت للعشق ولا مكان للهو في حضرة ازدحام القلب والعقل بالعلم فاليوم بعدد ساعاته التي قد تبدو كافية يكاد لايكفي لترميم وإنهاء ما بدأه الطالب منذ أكثر من عام لابد من وصل الليل بالنهار تيمماً بمقولة” من طلب العلا سهر الليالي” وشدّ حزام الصبر والإرادة وتعليق كل مراسم الابتهاج إلى أجلٍ مسمّى ..فالمارد الأخضر( العلوم) بحاجة إلى الكثير من الإعادة والتكرار لأن بعض المورثات تكون متنحية والأعصاب عند الأهل في هذه الأيام الامتحانية العصيبة لا يُعرف مدى استقطابها ،عدا عن مشابك القلب التي يتخبط بوتاسيوم النوم مع صوديوم اليقظة طيلة اليوم ،وكل الاحتمالات واردة فالطالب على موعد مع استحقاق وطني وإن ” تكامل” جهد الطالب مع اشتقاق عطاء الأهل قد وصل إلى نهايات مراحله رغم كل التغيرات التي قد تطرأ على الخط البياني للدراسة خلال فترة الانقطاع والحالة النفسية التي يمر بها الطالب لابد من إفراز حاثة الإرادة ،ومعايرة وضبط الوقت بشكل جيد فهو المعيار الأدق لتوازن معادلة النجاح وفي النهاية نتمنى امتحانات منصفة وموفقة لطلابنا تتناسب مع مستوى طموحاتهم وشغفهم للمزيد من العلم ونقول لهم : منفاك في جهلك وكل اليقين بنور العلم هو موطنك.
ريما خضر