لا فرحة تضاهي فرحة الطالب بالنجاح و التفوق …
هي فرحة ناقصة تتلاشى في مسيرة أحلام الأهل اللامنطقية من خلال فرضهم دراسة فرع ليس على هواه و لا يتوافق مع ميوله ،حجة الأهل في كونهم يجدون أنفسهم منغمسين بالتجارب التي تعلو على الثقافة معتبرين آراءهم طريق نجاة تفتح أمام الأبناء أبواب الجنة .
فبينما يحبذ طالب ما الفرع الأدبي و ما يتبع من سلاسة و ليونة حسب تكوينه الذهني نجد الأهل يحاولون قولبة الطالب وصبه كما يحبون و يشتهون بإجباره دراسة الفرع العلمي الذي في منظورهم يشكل وثيقة ذهبية في يد الطالب لدخول فرع الطب بما يستدر من مردود مادي جيد …فالطبيب يدخل الحياة من بابها الواسع الموشى بالرفاه في سباق الزمن الذي حاكته المادة.
ليصطدم الطالب بصعوبة الأسئلة في المواد العلمية التي ليست على مقاس مداركه الذهنية كونه يحمل في تلافيف دماغه ميولا أدبية و إذا حصل و درس ” الطب ” يجد في داخله خوفاً و رهاباً إذ لا يملك جرأة كافية و ربما يصاب بالدوار لمنظر الدماء عند تشريح الجثة التي تدخل في صلب ” الفرع ” أو لدى ملامسة الجمجمة ليخرج من دراسته خائباً لائباً فاشلاً يعلو مستقبله الضباب ..
هي تجارب كثيرة عاصرناها ورأينا تأثيراتها السلبية عند طلاب فشلوا في إكمال دراسة الطب ليبقى مستقبلهم في مهب الريح.
فالأهل اليوم بحاجة أكثر لتنقية عقولهم من أوهام و أدران الجهل بالمستقبل الآمن لأبنائهم بمحاولة تقليد لا مسؤول لأبناء أقاربهم أو جيرانهم , ويساهمون في نعي أحلام الشباب و دفنها في مقابر الحياة بالضربة الصاعقة القاضية.
عفاف حلاس