نبض الشارع … لا تؤثر على المواطن

“رفع أجور الاتصالات لن يؤثر على المواطن”.. هذه العبارة تحمل من القسوة و الغبن و الاستهتار بعقل المواطن ما لا يمكن تحمله بعد زيادة سابقة لم تتعد الأشهر كان من مبرراتها تحسين الجودة و كي تستقيم الجودة تم تحسينها مؤخرا مع إضافة بهارات أخرى تنأى عن المواطن و لا تؤثر عليه كيف… وما هي الطريقة التي لا تجعل المواطن يتأثر بهكذا زيادة لا تسأل و ربما تفقد توازنك و تدوخ السبع دوخات في إيجاد تفسير منطقي لهكذا عبارة فيها ضحك على اللحى و سخرية لا تمشي على الجاهل و الأبله فكيف بمواطن خبر قراراتهم و براكين الغلاء التي تطلق حممها بوجهه على مدار الساعة دون أن تخطئه أو تحيد عنه قيد أنملة لاعتبارات معيشية إنسانية أخلاقية ،بات بعض المعنيين حيالها من مجرة أخرى ينأون بأنفسهم عن الثقل المعيشي و الغلاء الفاحش الجاثم على صدر المواطن و الانكى أنهم أي بعض المعنيين دائماً يقارنون الأسعار في بلدنا مع دول الجوار و يقولون أسعارنا أرخص من بقية الدول دون النظر بمدخول المواطن المحدود و المهدود الذي لا تستقيم المقارنة بمعزل عنه

فالكلام لم يعد يجدي نفعاً و لا يروي عليلاً أو غليلاً أمام قرارات لا أفق تنشده في تحسين معيشة المواطن و بوصلة الصادرات التي تأخذ خيرات البلد دون اعتبار لحاجة السوق المحلية و البندورة مثالا يحتذى تضع العقل في الكف أمام حالة العمى بعد الكحل فهل للمسؤول الاقتصادي رؤية و مزايا ذهنية يفتقر إليها عامة الشعب…

 الحقيقة أن تشخيص المشكلة سهل  لكن إيجاد الحلول المنطقية و سد الفجوات التراكمية و الشروخ المعيشية و إيجاد سبل جديدة تحترم المواطن و تنتشله من براثن واقع قاس مرير يبدو هذا غمامة في صحراء واسعة يحسبها العطشان ماء و سرعان ما يكتشف الوهم السراب الذي حسبه النجاة لإرواء عطشه.. و المواطن هكذا أمام الانزلاقات المتتالية التي تقتحم حياته المعيشية عنوة مدعية الثبات و الطمأنينة له لكنها بالحقيقة تعمق وجعه و تزيده بؤساً وفقراً و سوداوية .

العروبة – حلم شدود