نبض الشارع.. رعب الامتحان..

  كسر طوق الخوف من الامتحان شيء بات مستحيلاً في ظل التعقيدات و التفنيدات التي يدخلها المربون في صندوق العجائب المعد لامتحان شهادتي التعليم الأساسي والثانوية كل عام ، بحيث يكون لهم في كل عرس قرص “وحلها يا طالب إذا فيك تحلها” .

 يعني تشويش عقل الطالب بأسئلة غير منطقية  إلى درجة أن منابع  الخلاف والوفاق داخل الأسرة التربوية في مادة اللغة الانكليزية مثلا  لم تتحد على حل أو تقارب  سوى اعتماد الإجابتين صح ، يعني  المربي المسؤول رفع العشرة واقر بأن من أجاب صح إجابته تحتسب ومن أجاب خطأ كذلك ستحتسب إجابته والاثنان سيأخذان  العلامة ذاتها … وأسئلة  مادة الرياضيات بعضها من سنوات سابقة وكان لها ارتداداتها النفسية تشاؤماً وإحباطاً عند كثير من الطلاب الذين عبروا  بأنهم لا يمتلكون رصيد  معلومات من سنوات سابقة ومعروف بأن الرياضيات سلسلة لا تنقطع ، هذا  الكلام لا غبار عليه إذا كانت العملية التعليمية تسير بمنطق  وسوية تربوية منضبطة الجوانب ، فالعبقرية  ليست بورود  أسئلة من سنوات سابقة وإنما معرفة إن كان هذا الطالب داوم وتابع المنهاج “من الجلد إلى الجلد” في سنوات سابقة  غزتها  الكورونا ولم تعوض تلك  الحصص الضائعة أو يسأل المعلم عنها إضافة إلى الأوضاع المعيشية الصعبة من منغصات مادية وضغوط  نفسية فرضتها حرب شعواء وسباق مكاسب مادية  لم يكن المربون بمنأى عنها ، تجارة العلم وبيع المعلومة غزت القطاع التربوي الذي نخر فيه سوس المادة حتى العظم  والجري وراء المكاسب إلى درجة القرف ، ونخدع نحن أنفسنا إن ارتضينا بالحيل الدفاعية التي يسوقها المربون في تعليقهم على تقصير الطالب ، والمتابع يعلم جيداً بأنه لا رابطة محكمة بين القائمين على التربية ومؤسساتهم التربوية  وأنهم – أي المربين المعنيين – فقدوا سيطرتهم على قطاعاتهم التربوية  والمدرسة لم تعد الملاذ الآمن لاستيعاب المطلوب دراسته للفحص ومحاولة رأب الصدع بعلامة هو تسكير أو تسكيج لاختلاف في الرأي يفسد القضية وليس العكس ..

وبعد كل امتحان يفترض أن تتكون لدى المربين خطوات جدية نحو تطوير آلية وضع الأسئلة  الامتحانية من خلال تبصرهم بردات فعل الطلاب على أسئلة تخلق وجهات نظر لا مكان لها على مساحة ورقة بيضاء تختصر الإجابة فيها بكلمة .

فالتباينات التي حصلت وتحصل بعد كل امتحان مدرسي تؤزم الطالب وتوتره…  الامتحان معركة والوضع المعيشي المتأزم معركة والحرب الشعواء معركة فكم معركة يعيشها  طالب سهر الليالي في انقطاع الكهرباء ، مضغوطاً نفسياً ، فاقداً لأعزائه قلقاً ، متوتراً ومع هذا نريد منه أن يكون بهلوانياً محارباً على كل الجبهات .

 الواقع قاس ، والميدان يحتاج صناع  أجيال على قدر من المسؤولية… وأمل بعمل يستحق الثناء  والشكر.

حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار