سأبدأ هذه الزاوية بسرد عدة حقائق ثم أدخل في صلب الموضوع … لا أحد إلا ويدرك أن سعدالله ونوس علامة فارقة في المسرح السوري والمسرح العربي بشكل عام ، وأنه بسبب قيمته الفنية والفكرية ، تُرجمت مسرحياته إلى عدد كبير من اللغات الأجنبية .
عاش هاجس المسرح والخشبة والفن المسرحي وآفاقه وقبل رحيله ألقى كلمة المسرح العالمي بتكليف من منظمة اليونيسكو وبثت كلمته في كل وسائل الإعلام في العالم وجاءت فيها عبارته الشهيرة / نحن محكومون بالأمل /.
ولا بأس أن نذكر ، نقلاً عن أصدقاء مشتركين وأقارب له أنه مات فقيراً … وهذه الحقيقة يعرفها كل أهالي ” حصين البحر ” البلدة الساحلية القريبة من طرطوس ( مواليد حصين البحر 1941 وتوفي في 1997) ولا أحد ينكر جهوده المضنية عندما كلفته وزارة الثقافة بتنظيم مهرجان دمشق المسرحي الأول في أيار 1967.
هو كاتب وناقد مسرحي كتب في العديد من الصحف السورية والعربية . وله ثلاثون كتاباً في المسرح ويختلف سعد الله ونوس عن نقاد المسرح في أنه كتب المسرحيات ثم كتب النقد المسرحي وأفاد من دراسته في دمشق والقاهرة وهو أهم كاتب مسرحي سياسي -والسياسي – هنا بمعنى الوطني ، ولا أحد يستطيع إلا أن يقدر موقفه الوطني وظهر ذلك واضحاً في موكب تشييعه من دمشق إلى حصين البحر…
وأدخل في الموضوع الأهم : إذا كان سعد الله ونوس قد اختلف مع مسؤول ثقافي ما ، لسبب ما ، فإن هذا لا يجب أن يفسد للود قضية والاختلاف في وجهات النظر تغني الثقافة والمثقف والمبدع ، حياً أم ميتاً ، يجب أن لا يؤخذ بجريرة أحد أبنائه أو أقربائه لأنه (لاتزر وازرة وزر أخرى) .
فالوطن الذي أنجب سعد الله ونوس والذي كرّمه حياً وميتاً ، له الحق في أعماله ، هذا من الناحية الأدبية ، أما من الناحية القانونية فورثة الكاتب هم من يقرر ذلك .
سورية تكرم مبدعيها وعلى رأسهم ونوس وله حضوره في الدراسات والأفلام وثمة شارع ومدرسة يحملان اسمه .. فهو علامة فارقة في الثقافة العربية.
عيسى إسماعيل