فصلا الشتاء والربيع بما يتخللهما من رياح قوية وأمطار غزيرة وبرودة قاسية وتغير مفاجىء في المناخ ، واضطرارك للجلوس في مكان دافىء ، ومن ثم الخروج إلى مكان بارد .. كل ذلك يجعل هذين الفصلين غنيان بالأمراض التي تصيب البشر جميعا ً ، ولكن باختلافهما من شخص لآخر،فالجسم السليم الذي لديه مناعة تكون أمراضه أقل وإذا جاءت فتكون أخف من غيرها ، أي يكون أثرها على هذا الشخص اقل من أثرها على الأشخاص ضعيفي البنية ، أضف إلى ذلك أن ممارسة عادات صحية يمكن أن يكون لها أثر جيد ، وسنتطرق في هذا الموضوع إلى بعض الإجراءات والعادات والأساليب التي يمكن أن تحد من أمراض الفصلين ،ومن أثرها على الصحة.
العروبة التقت الدكتور أحمد الأحمد ليحدثنا عن هذه العادات بقوله :
ارتداء الجوارب
بعض الأشخاص يشعرون بالبرودة الدائمة في أقدامهم خلال فصل الشتاء ، لذلك ينصح عند الشعور بالبرد في أصابع القدمين ارتداء الجوارب لتجنب الإصابة بنزلات البرد .
فعندما يشعر الإنسان بالبرد في أصابع قدميه ترسل إشارات إلى المخ للحفاظ على حرارة الجسم عبر إرسال الدماء إلى الأصابع ،ونتيجة الاستجابة فإن تدفق الدم يقل في أماكن أخرى من الجسم ما يؤدي إلى فقدانها الحرارة بشكل سريع .
وعندما يقل تدفق الدم تقل خلايا الدم البيضاء والمقاومة للعدوى ، فيصبح الجسم أضعف في مواجهة الفيروسات .
الغرغرة بالماء
ومن الأشياء التي تساعد على تخفيف التهاب الحلق الغرغرة بالماء والملح ، وفائدتها قبل الإصابة أكبر من فائدتها أثناء الإصابة، فقد وجد الباحثون في الطب الوقائي أن الغرغرة بمزيج مكون من /230/ ملغ من الماء الدافىء ونصف ملعقة صغيرة من الملح لمدة عشر ثوان يقلل خطر الإصابة بعدوى فيروسية بنسبة 34 % على الأقل .
فعندما نستنشق بكتريا مسببة للأمراض أو الفيروسات يعلق قسم منها في الغشاء المخاطي بأسفل الحلق، وبما أن الملح مطهر بطبيعته فبإمكانه طرد البلغم الكريه والقضاء على البكتريا والفيروسات الدخيلة المسببة للمرض.
مسكنات الألم
يقول الأطباء إن مضادات الالتهابات غير الاسيتروئيدية تكبح عمل مركبات الوقاية الطبيعية ، ومنها خلايا الدم البيضاء التي تهاجم الجراثيم الدخيلة وتدمرها .
لذلك من المفضل عدم استخدام المسكنات خلال فصل الشتاء ما لم نكن مضطرين إلى استخدامها كثيرا ً.
الرياضة المنتظمة
إن ممارسة أي نوع من الرياضة يمكن أن يقلل نسبة الإصابة بالبرد بحدود 50 % فالرياضة المنتظمة تحفز المخ على إنتاج مزيد من السيروتونين والدوبامين وهرمون النمو البشري التي تساعد على تحسين إنتاج الأجسام المضادة للجراثيم والميكروبات ومهما كانت مدة الرياضة قليلة فذلك قد يكون كافيا ً للدفاع عن الجسم.
شرب الشاي
ترى بعض الدراسات أن شرب 567 ملغ من الشاي الأسود يوميا ً يجعل الإنسان أكثر إنتاجاً لبروتين قوي يدمر الفيروسات المعدية لاحتواء الشاي على مضادات الأكسدة القوية الطبيعية .
وتزيد الفائدة عند ترك الشاي منقوعا ً لمدة دقائق قبل شربه لأن ذلك يساعد في إطلاق المزيد من مضادات الأكسدة المقاومة للأمراض.
مشاهدة التلفاز
إن الاستراحة يوميا ً لمشاهدة التلفاز /30/ دقيقة من الممكن أن تقلل الإصابة بالأمراض بنسبة 80 % لأن هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين تثبط عمل خلايا الدم البيضاء ما يجعل من الصعب عليها قتل الفيروسات الدخيلة .
لكن الحصول على استراحة مليئة بالمرح والاسترخاء يقلل إنتاج الكورتيزول والأدرينالين خلال دقائق مايسمح للنظام الدفاعي مهاجمة الفيروسات بعدائية .
ممارسة الهوايات
إن قضاء /20/ دقيقة في ممارسة أي هواية ترغب بها قد تقوي مناعة الجسم بنسبة 76% لأن قدرة الجسد على إنتاج الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء المقاومة للفيروسات تزيد بانخفاض مستويات إنتاج هرمون التوتر .
النوم العميق
خلال النوم العميق يبني جسم الإنسان الأجسام المضادة المقاومة للعدوى والانترلوكينات التي هي بالأساس مكونات طبيعية تقاوم الالتهابات والأمراض .
والإرهاق المستمر يمكن أن يضاعف نسبة الإصابة بالعدوى ويطيل مدة الإصابة بالمرض.
ومهما يكن فإن النوم لمدة /8/ ساعات يمكنه تقليل خطر الإصابة بتلك الأمراض.
جلسات التدليك
اكتشف الباحثون أن حركات التدليك المهدئة تقلل إنتاج الجسم لهرمون التوتر الذي يضعف المناعة ، وتزيد هرمونات السعادة بنسبة 30 % ولذلك فإن تدليك قشرة الرأس والوجه والعنق باستخدام حركات دائرية بطيئة لمدة / 10 / دقائق يوميا ً يمكن أن يحقق الفائدة
وجبة الإفطار
وجبة الإفطار هامة جدا ً وخاصة إذا كان الذي حولك مصابين بالأنفلونزا ، فهي تقلل احتمالية الإصابة بالعدوى .
فالوجبات الصباحية تزيد إنتاج الجسم لانترفيرون غاما بثلاثة أضعاف وهو مركب طبيعي مقاوم للفيروسات ، وتناول أي شيء في ساعات الصباح يحقق ذلك التأثير ، والمهم عدم ترك طاولة الطعام دون الشبع صباحا ً .
تنظيف الهاتف
مسببات البرد والأنفلونزا معظمها تأتي عن طريق الهواء ولا شك أنها تعلق على الكثير من الأدوات التي تستخدمها ومنها الهاتف الذي تضعه قرب وجهك حيث أن 30% من الفيروسات التي على سطحه تصل إلى عينيك وفمك وانفك ،لذا من المفترض تنظيف الهاتف بقماش رطب مصنوع من الألياف الدقيقة لتزيل البكتريا المعلقة به بشكل كامل . وحالة التنظيف هذه يجب أن تشمل حافظة الهاتف التي يجب مسحها بمناديل مطهرة
خفض حرارة المنزل
إن الهواء الجاف الدافىء يعوق عمل الغشاء الواقي الموجود في الأنف والذي يساعد على منع دخول الجراثيم . والهواء البارد خارج المنزل لايحتوي على قدر من الرطوبة أيضاً والانتقال المتكرر بين درجات الحرارة المختلفة اختلافاً كبيراً يمكن أن يصيب الإنسان بالمرض لذلك فإن غسل الأنف مرتين يومياً بمحلول ملحي لتدعيم الغشاء المخاطي المرطب وتنظيف الأنف من الجراثيم يمكن أن يحد من الزكام والأنفلونزا .
وأجهزة الترطيب الصغيرة لاتحقق الفائدة المطلوبة مالم تضعها بالقرب من وجهك على مسافة لاتزيد عن 45سم .
أهمية التأمل
قيل سابقاً : العقل السليم في الجسم السليم والآن المقولة معكوسة أيضاً فالاهتمام بالصحة العقلية له نتائج ايجابية على صحة الجسد وقد وجدت دراسة إن أشخاصاً شاركوا في برنامج تأمل استمر لمدة /8/أسابيع قلت لديهم معدلات الإصابة بالالتهابات الحادة في الجهاز التنفسي وأمراض البرد والأنفلونزا فمستويات الكورتيزول المرتفعة تعوق عمل النظام المناعي وهذا النشاط يساعد في تقليل مستويات الكورتيزول.
الصابون العادي والماء أفضل
أوضح الأحمد قائلاً: للسيطرة على العدوى فإن الصابون العادي والماء أفضل في قتل الجراثيم من مطهر اليدين .
فالصابون والماء يجب استخدامهما كخط أول للدفاع عن الجسم والتأكيد على غسل اليدين وبين الأصابع .
وإذا صعب الحصول على الماء و الصابون لأمر ما فالعودة إلى مطهر يدين يحتوي على نسبة 60% أو أكثر من الكحول.
جنينة الحسن