تحية الصباح..رؤيا مستقبلية

المرحلة المقبلة هي مرحلة إعادة الإعمار، وبناء ما دمرته الحرب التي طالت البنى المادية , مثلما نالت من القوى البشرية ، والطاقات الخلاقة في بلدنا ، وهي مع بدء النهوض والتعافي لابد من وقفة تأمل فيما يمكن أن تكون عليه تلك المرحلة التي لا يمكن أن تكون مرحلة سير عادي ، مثلما لا يجوز أن تكون مرحلة استعجال قد يؤدي إلى ضياع الجهود سدى ، فالوقت عامل مهم ، وهو ما يتوجب أن يكون في أولويات التفكير بالمستقبل , وهو أول ما يتوجب الانتباه إليه عند وضع رؤية إستراتيجية تقوم على النظر إلى الجانب الاقتصادي العمود الفقري الذي يمكن أن تنهض عليه أي بلد تريد أن تقوم من جديد ، وهي تسابق عجلة الزمن وتحاول إثبات جدارتها في الحياة الكريمة ، مثلما أثبتتها في ساحات المعركة وميادين القتال .
وإذا انتصرنا في الأرض ، فإن الخطوة الأهم التالية والموازية للنصر هي تأكيد هذا النصر بما يحقق له استمراره ، ويدعمه بعناصر الثبات ويمده بمقومات الاستمرار ، وتلك العناصر والمقومات إنما تقوم على مرتكزين أساسيين هما : تنمية الموارد البشرية ، والدمج المؤسساتي بما يكفل تخفيض الإنفاق ، لأن الدولة اليوم بحاجة إلى هذا التوفير ، وتنمية الطاقات البشرية ، لأن في إنتاجيتها ينمو الاقتصاد وتزدهر المنتوجات ، وهو ما يدعم الاقتصاد الوطني ، ويحقق له نوعاً من النماء والاستمرار وكي لا أظل في إطار التنظير ، فإنني أطرح على سبيل المثال لا الحصر فيما يخص الدمج المؤسساتي يمكن أن يتم دمج المؤسسات التعليمية على اختلاف مستوياتها التعليمية , وتنوع فروعها التخصصية ، وتعدد مجالاتها من علمية ومهنية وشرعية ، وعلى اختلاف مراحلها الدنيا والعليا في التعليم والتخصص في وزارة واحدة طالما أن هذه الوزارات تسعى في النهاية إلى تحقيق هدف واحد هو بناء الإنسان وتكوينه نفسيا وأخلاقيا ، وبذلك تكون الرؤية موحدة وتحقق تكاملية التعليم بما أن البوصلة الموجهة واحدة والعقل المفكر في اتجاه السمت نفسه ، كما يمكن تطبيق الأمر نفسه في المؤسسات الثقافية ، والأمر ذاته فيما يتعلق بمؤسسات التجارة بأشكالها وفروعها ، فكم يمكن أن نوفر على الدولة في مثل هكذا عمليات دمج من نفقات نحن في أمس الحاجة إليها في ظل هذه الظروف ؟ وبذلك تكون تلك المؤسسات ( مستودعات توفير ، لا خزانات ثروة مهدورة ) تحت تشعب التعددية والتقسيمات الإدارية التي تزيد من عدد المسميات الوظيفية ، وتقلل من عدد الفاعلية والتأثير في كثير من مفاصل العمل الذي غالباً ما يتضارب بسبب الخلط أحياناً بين المهام ، أو تداخل المسؤوليات بعضها ببعض ، مما يؤدي إلى روتين المعاملات وتعطل المؤسسة ودورانها في إطار جمود الروتين ، و عطالة المسميات الوظيفية في تعددها وقلة الفائدة من إنتاجيتها الحقيقية ، وفي دمج الاتحاد النسائي ضمن إطار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل خير دليل ومثال من تجربتنا المحلية على ضرورة ذلك التوجه ، وكل ما يحتاجه الأمر هو إعادة هيكلة تلك المؤسسات وفق قوانين تنظر بعين الحرص والمسؤولية الوطنية والأخلاقية إلى مصلحة الوطن في هذا الواقع الذي نعيشه ، فكم من الوقود يهدر لسيارات محملة على مؤسسات الدولة ، وأكثر استخدامها في أغراض خارج إطار العمل المؤسساتي الذي وجدت من أجل خدمته .
إننا بحاجة إلى الكيف في الأداء الإداري ، لا إلى كثرة الأعداد المصنفة وفق مسميات وتصنيفات إدارية الغرض منها زيادة عدد الكراسي ، وتقليل الحركة خارج إطار التوقيع والأختام على المعاملات الورقية ، ولا يقلل من هيبة المسؤول و ــ المسؤول لغةً من سأل ـــ وفي السؤال خير وسيلة للوصول إلى الحقيقة ، ومعرفة واقع الحال من خلال الاحتكاك المباشر بمعاناة المواطن اليومية بعيداً عن الاكتفاء بما ينقل إليه عبر وسائل قد تحجب الوقائع ، وتغيير في طبيعة الأحداث زيادةً أو نقصاً أو تحويراً وفق ما يخدم مصالحها الضيقة ، ويحقق إرضاء لجهة أو منفعة شخصية خاصة على حساب العام والشامل ، كما لا يضر المسؤول وجوده بين الناس طالما أنه يشاركهم الهواء نفسه والماء ذاته مع فارق النوع والجودة ربما ، وما أحوجنا إلى مسؤول يركب السرفيس ، ويعاني ما يعانيه المواطن من ازدحامات خانقة في باصات النقل مثلما نحن بحاجة إلى الخبز والهواء والماء على أنه أولوية من أولويات العيش واستمرار الحياة .

المزيد...
آخر الأخبار
البيان الختامي للقمة العربية في البحرين: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً ورفع الحصار عنه الرئيس الأسد يبحث مع الرئيس العراقي التعاون بين البلدين الرئيس بشار الأسد يلتقي سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الرئيس الأسد يبحث مع ملك البحرين سبل تعزيز العلاقات بين الدول العربية بما يخدم مصالح شعوبها البيان الختامي للقمة العربية في البحرين: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً ورفع الحصار عنه بوتين في رسالة للقمة العربية: إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بات أمراً ملحاً الرئيس الأسد يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود على هامش اجتماع الدورة العادية الـ... بمشاركة الرئيس الأسد.. انطلاق أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين في المنامة بمشاركة الرئيس الأسد.. قمة المنامة العربية تنعقد وسط تحديات كبيرة تشهدها المنطقة العربية الرئيس الأسد يصل المنامة للمشاركة في أعمال القمة العربية بدورتها الثالثة والثلاثين