أعطى القانون السوري للمحافظ صلاحيات واسعة فهو بالعرف العام والقانوني ممثل لرئيس البلاد .
ومعروف أن دار الحكومة كان يسمى ” السراي” في أثناء الاحتلال العثماني وصار ” دار الحكومة ” بعد خروج العثمانيين ويغلب اسم ” دار المحافظة ” على مقر المحافظ في العقود الأخيرة ومعروف أن مقر ” حاكم حمص ” كان قصر الزهراوي أو قصر مفيد الأمين ، قبل أن يبنى المقر الحالي بعد الاستقلال(1946).
وحاكم حمص كان يدعى “القائمقام ” حتى عام 1918 ثم صار لقبه المتصرف حتى عام 1946 ( الاستقلال ) ثم صار لقبه ( المحافظ ) وعلى هذا فإن أول من حمل لقب ( محافظ حمص ) هو عمر عدّاس (1946-1947).
والمحافظ الجديد نمير حبيب مخلوف هو محافظ حمص السادس والثلاثون بعد الاستقلال والثالث والعشرون بعد ثورة الثامن من آذار وفي تاريخ حمص ثمة محافظون عملوا لفترتين مثل سعيد السيد ( الفترة الأولى 1950-1952) والثانية (1956-1957) ومصطفى رام حمداني فترة أولى (1959-1961) وثانية(1961-1963)…و المحافظ حمداني له ذكر حميد لأنّه بنى عدد من المشاريع ونقل المقابر من داخل المدينة إلى خارجها لاسيما مقبرة الخالدية (حول مسجد الصحابي خالد بن الوليد )في خطوة اعتبرت جريئة في ذلك الوقت وقد أحب حمص كثيراً وأحبه الحمامصة وأوصى أن يصلى على جثمانه في مسجد خالد بن الوليد وهذا ما حصل فجيء بالجثمان من حلب ليصلى عليه وليعود ليدفن في حلب .
وثمة محافظون أمضوا في حمص سنوات عديدة (أكثر من سبع سنوات)مثل محمد ناجي عطري ويحيى أبو عسلي وطلال البرازي وبعضهم لم يمض في منصبه سوى عدة أشهر مثل :عبد الفتاح البوشي (1961)وسعيد طالب (1966)وموسى الكفري (1966)وسليمان الأظن (1967).
وبعض المحافظين اشتهروا بأعمال قاموا بها وهي إنجازات تخدم الناس مثل حمداني والعطري الذي اعتاد أن يزور أصدقاءه في بيوتهم ويرفع الكلفة في أثناء الزيارة وبابه المفتوح للناس …..
ولعلي أذكر أن أول محافظ قابلته هو المهندس عطري وقد أهديته كتابي (الإنسان والأفعى )فأجلسني وراح ينتقد تصميم الغلاف ويسألني عن مضامين القصص فيه .وتلّطف وعرض شراء عدد من النسخ منه لكنني شكرته إذ لم يكن قد بقي لدي نسخ منه.
غير أنني عندما تعرفت على المحافظ البرازي كنت قد تقاعدت وكان الرجل يحب الثقافة والإعلام فكان يدعونا –بعض الأدباء- إلى منزله بين حين وآخر .
أختم هذه الزاوية بالتمنيات بالتوفيق والنجاح لمحافظ حمص الجديد المهندس نمير حبيب مخلوف ،لما فيه خير البلاد والعباد .
عيسى إسماعيل