ثلاثة كتب تم توقيعها وتوزيعها ، مجانا ً، لبعض المثقفين والمهتمين بالأنشطة الثقافية والإصدارات الجديدة، وهذه الكتب من تأليف الدكتور حسان أحمد قمحية ، فقد أصدر قمحية ، وعلى نفقته الخاصة أكثر من ستة عشر كتابا ً عن أدب وأدباء المهجر، وبين هؤلاء عدد كبير من أصل حمصي فقد جمع قصائدهم ونتاجهم الأدبي، وأكثرها غير منشور وأصدرها في كتب ، مع دراسات نقدية وتفاصيل عن حيواتهم .
والكتب الثلاثة المحتفى بها أخيرا ً هي / عبد المسيح حداد شعره وحياته / وعلي عيسى وشعره / و/ د. عبد اللطيف يونس شاعراً وصحفياً / فالأول – حداد – حمصي المولد في حي الحميدية وهو ابن عم السيدة الراحلة كرجية حداد التي تبرعت ببناء ساعة حمص الجديدة قبل أكثر من ستين سنة، وعلي عيسى وهو شاعر لم نسمع به حتى صدور هذا الكتاب عنه .
إن الاهتمام بأدب المهجر يجب أن يلقى الاهتمام من الباحثين والدارسين ، وهو أدب رفيع المستوى فيه الحنين والشوق والفخر بأمجاد أمتنا العربية، والتغني بجمال الطبيعة في بلادنا، والمغتربون هم رسلنا إلى البلدان التي استوطنوا بها، ولابد هنا أن نذكر الجهود المباركة التي أولاها القائد المؤسس حافظ الأسد لمنظمة (فيا آراب ) ودعمه لصحيفة الوطن وصحيفة الأنباء والصحف الأخرى وإرسال المعلمين إلى الجاليات المنتشرة في أمريكا الوسطى والجنوبية، وهذه الجهود يتابعها السيد الرئيس بشار الأسد من خلال رعايته واهتمامه بالمنظمات العربية والنوادي الثقافية والاجتماعية عبر سفاراتنا في تلك الدول.
واللافت أن عدد الأدباء المهجريين من أصل حمصي هو الأكثر ، وهؤلاء تركوا تراثا ً شعريا ً هائلا ً وجميلا ً وإنسانيا ً ووطنيا ً، والمعلومة الأهم التي يزودنا بها الدكتور حسان قمحية عن عبد المسيح حداد الشاعر ومؤسس صحيفة /السائح/ وله كتاب صدر في عهد الوحدة عام 1961 بعنوان /انطباعات مغترب في سورية / وهو عن رحلته إلى سورية بعد خمسين سنة من هجرته مع أسرته والأهم هو أن حداد من أسس /الرابطة القلمية / وجعل مقر صحيفته مقرا ً لاجتماعات الرابطة وهو من اقترح أن يكون جبران خليل جبران رئيسا ً لها .
واستجاب الأعضاء لدعوته ، فالمؤسس للرابطة هو حداد وليس جبران ، كما يرد خطأ في الكثير من الكتب، ويأتي قمحية بوثائق وأحاديث تثبت ما توصل إليه من استنتاجات ومعلومات مؤكدة .
واليوم ، لا تزال الأقلام العربية ، سيالة في المهاجر، ولابد من التواصل معها فهي ترفد الأدب والفكر العربيين بدم جديد، كما أن هناك عددا ً من الفنانين التشكيليين من أصل عربي، وبعضهم حديثو الهجرة، وهؤلاء يرفدون الفن العربي بدم وروح جديدة ..!!
عيسى إسماعيل