أهالي مريمين يؤكدون تزايد إصابات التهاب الكبد .. والبلدية تنفي وتتنصل.. “الصحة” ترجع سبب التلوث لمياه الآبار.. والوحدة الاقتصادية غائبة
شكاوى كثيرة وردت لجريدة العروبة من أهالي قرية مريمين في ريف حمص الغربي تصف معاناتهم الكبيرة مع ازدياد ظهور حالات (التهاب الكبد) لمختلف الأعمار،هذه الحالات بدأت بالتزايد منذ قرابة الشهرين حسب الأهالي وطالبوا في شكواهم المساعدة في إيصال أصواتهم إلى الجهات المعنية والتي مازالت (أذن من طين و أخرى من عجين) لما يحدث في قريتهم….
العروبة تواصلت بداية مع مجموعة من أهالي القرية والذين أكدوا ازدياد عدد الإصابات بالتهاب الكبد وخاصة بين الأطفال.
إحدى السيدات تقول: أصيبت ابنتي بالتهاب كبد كما أشار الطبيب الذي أشرف على علاجها وشفيت بعد رحلة علاج طويلة وحمية غذائية,وأضافت : نعاني في مريمين من شح مياه الشرب مما يضطرنا لشراء المياه من الصهاريج المجهولة المصدر والتي تظهر فيها الشوائب بشكل واضح عند تعبئتها في الخزانات مما ينعكس سلبا على صحة أولادنا فالمياه لا تصل القرية إلا كل شهر مرة وإن وجدت لا تصل لجميع المنازل وأكدت ازدياد عدد حالات المصابين في القرية يوما بعد يوم.
أكد آخرون ممن التقيناهم اختلاط منصرفات الصرف الصحي لبعض المنازل القريبة مع مياه النبع الموجود في القرية والذي يشرب منه الأهالي ويستخدم لسقاية المزروعات أيضا..
لم نسمع بالمشكلة
تواصلنا مع الوحدة الاقتصادية في القبو التي تتبع لها قرية مريمين وسألنا المهندس ماهر عباس مدير الوحدة عن معاناة أهالي مريمين مع شح المياه وظهور حالات وبائية (التهاب الكبد) نتيجة شراء المياه من الصهاريج مجهولة المصدر فجاءت الإجابة أن الوحدة الاقتصادية لم تسمع بوجود مشكلة في مياه الشرب واختلاط منصرفات الصرف الصحي مع مياه النبع وستقوم بالتحقق من هذه المشكلة.
ازدياد عدد الحالات
الدكتور عاطف غريب أكد أن مجموع الحالات التي راجعت العيادة منذ أكثر من شهر بلغ ١٨ حالة من قرية مريمين (التهاب كبد فيروسي )حمى A ) )وهو مرض فيروسي ينتقل عن طريق الفم والبراز وناجم عن قلة نظافة شخصية واستخدام دورات مياه مشتركة أو عن طريق المسابح أو اختلاط مياه ملوثة مع مياه الشرب, وأكد أن الحالات التي راجعت العيادة تراوحت أعمارها بين سنة ونصف و ١٨ سنة موضحا بأن هذا النوع من الفيروسات ليس له مضاعفات مستقبلية وأن الشفاء يحتاج لبعض الحمية والتأكيد على النظافة الشخصية ونظافة مياه الشرب علما أن هناك حالات نضطر فيها إلى اللجوء إلى تعليق السيرومات للمرضى ,علماً أن خطورة المرض (١٠ أيام).
وأشار إلى أن النوع حمى A ) )أخف وطأة من التهاب الكبد (B _ C ) الذي ينتقل عن طريق الدم (يأتي على شكل جائحة.
البلدية تنفي
رئيس بلدية مريمين سهيل عبدالله وعند سؤالنا له عن وجود حالات التهاب كبد ناجم عن تلوث مياه النبع بمنصرفات الصرف الصحي نفى وجود مثل هذه الحالات ولكن عندما واجهناه بعدد الحالات التي تراجع المركز الصحي والعيادات الخاصة وكلام الأهالي تراجع عن كلامه وقال : النبع الرئيسي نبع يستخدم للسقاية وليس لمياه الشرب لأن القرية تروى من بئر ارتوازي وليس من النبع وهذا لا ينفي استخدام الأهالي لمياه النبع للشرب.
وتابع حديثه : كان هناك مشكلة اختلاط منصرفات الصرف الصحي لبعض المنازل القريبة من نبع القرية ولكن المشكلة انتهت حيث قمنا بتوجيه أصحاب المنازل بعزل القساطل (بيتونيا(
وأضاف: كما أن بعض جذوع الأشجار وصلت إلى مجرى الصرف الصحي فأغلقته مما تسبب بفيضانه لكننا عالجنا المشكلة (على حد قوله) .
وبالنسبة لازدياد حالات الإصابة بالتهاب الكبد تواصلنا مع المركز الصحي الذي أكد أن الحالات محدودة..
مياه آبار ملوثة
رائدة ديوب من فريق الترصد بالمنطقة الصحية قالت : عدد قليل من الأهالي راجعوا المركز الصحي بهذا الخصوص ونقوم بالتواصل مع مديرية الصحة لمعرفة المصدر الرئيسي لتلوث المياه علما أن عدد الحالات التي راجعت المركز لا يتجاوز ٤ حالات فقط مصابة بالتهاب كبد ..
الدكتورة غدير صليبي رئيس دائرة الأمراض السارية في مديرية الصحة قالت : أثبتت العينات التي تم أخذها وتحليلها بناء على تقرير فريق الترصد أن مياه الشرب ملوثة في مريمين نتيجة اعتماد الأهالي على مياه الآبار (وهي مرفوضة من الناحية الجرثومية…
تقاذف المسؤولية
بعد تواصلنا مع كل الجهات لاحظنا محاولة تقاذف المسؤولية بين الجميع والى الآن بقي أهالي مريمين دون حلول لمشكلة تلوث المياه وقلتها مما يضطرهم للبقاء تحت رحمة أصحاب صهاريج المياه مجهولة المصدر..
بشرى عنقة