كثير من الناس ،عندما يتكلمون عن الحرية وعن الديمقراطية ،يخلطون بين المفهومين الذين يحملان مفهوم الحرية بشكل عام غير أن الحرية بالمفهوم السياسي والاجتماعي للكلمة ،ترتبط بالشخص أي لها مدلول شخصي أو اجتماعي (مجموعة من الناس )غير أن استخدام هذه المفردة ،في علم السياسة الحديث يعني (الشخص أو الفرد أو الإنسان )في مكان على هذه الأرض .
.فالحرية تعني حرية الفرد في الرأي والتنقل واختيار العمل واختيار الحزب الذي يريده ،دون أي شرط ،وكذلك حرية التعبير واستخدام وسائل الإعلام العامة .
فالحرية هي “وضعية الإنسان غير المملوك ” وتعني قدرة الأشخاص على ممارسة الأنشطة التي يريدونها دون إكراه ،على أن يخضعوا للقوانين المعمول بها في المجتمع .
ولعلّ معنى الحرية في معجم (لسان العرب )لافت للنظر فهي تعني “الحرّ من كل شيء :أعتقه وأحسنه وأصوبه وهي الفعل الحسن والأحرار من الناس أخيارهم وأفاضلهم “.
وعند العرب ،بشكل عام ،هي الانطلاق بلا قيد والتحرر من كل ضابط والتخلص من كل رقابة ولو كانت الرقابة تابعة من الإنسان نفسه (على المرء التحرر من نفسه )
والحرية هنا نوعان :خارجية هي التكيف مع الوسط الاجتماعي و الداخلية وهي النابعة من داخل الفرد والتمتع بالحرية الخارجية شرطها الأول التمتع بالحرية الداخلية .
أما الديمقراطية فهي تعني السيادة الشعبية أو حكم الأكثرية بموجب الانتخابات وتعني مفهوم المساواة وسيادة القانون لأنه عقد اجتماعي يختاره الناس ،وعليهم الالتزام به ،وهم متساوون أمامه فالقرارات الاجتماعية لأكثرية المجتمع عن طريق الاستفتاء على دستور أو قضية اجتماعية والتزام المجتمع بها هو شكل من أشكال الديمقراطية وانتخاب فئات معينة لمن يقودها كالمنظمات الشعبية والنقابية هو ممارسة للديمقراطية والديمقراطية كلمة يونانية بالأصل معناها الحرفي (حكم الشعب ).
وبهذا المعنى فالديمقراطية تمكّن المواطنين من المشاركة في الحكم وسن القوانين عن طريق ممثليهم في مختلف المجالس .
ونحن في سورية ،مقبلون على عرس ديمقراطي ،حيث سينتخب السوريون ممثليهم في المجالس المحلية ،هذه المجالس التي جلّ عملها تقديم الخدمات وتحسين مستواها للناس في التجمعات السكانية من مدن وبلدان وقرى.
عيسى اسماعيل