كان يحمل سلة بيض مملوءة ليبيعها إلى دكان قريب من منزله، بنظرة فاحصة يلقيها المرء على ذلك الشخص الضعيف البنية ، والمصبوغ وجهه بالأسى ورائحة التعب يدرك مدى البؤس الذي يحيط بعائلته في ظل غلاء مادة البيض واللحوم في الأسواق ليضطر لتربية الدجاج البياض في حديقة منزله كما غيره من السكان فيرمون لها ما تيسر من مخلفات المطابخ أياً كان نوع الطعام، هذا عدا عن تربية الحمام التي ترمي بفضلاتها أينما وجدت .. ولكن الفقر وقلة الحيلة لاتبرر الوسيلة التي تجعل المنازل مرتعا ً للقمامة الجاذبة للذباب والحشرات والبرغش، ناهيك عما تصدره من أصوات مزعجة تقض مضاجع النيام بين قرص ولدغ وروائح كريهة إضافة إلى صوت النقنقة وصياح الديكة في الصباح الباكر، فلم يعد للرومانسية مكان في حياتنا نتنغم خلالها بصداح الديك وتغريد البلابل، بل ننظر إلى الأمر من جوانب أخرى، إذ للدواجن والعصافير والحمام روائح مزعجة و”زنخة” تختلط مع روائح القمامة المتجمعة في حدائق البيوت وداخل أسوار الأبنية وعلى أسطح المنازل ، خاصة أن أكثر المخلفات والنفايات هي توالف البرادات التي انتهت صلاحيتها نتيجة القطع الدائم للكهرباء لتتخدر حواس الشم عند الجوار..
شكونا في السابق لدى البلديات بأعضائها القدامى، ولم نصل إلى نتيجة للتخلص من ظاهرة تربية الدواجن داخل المنازل، واليوم وبعد أن تشكلت قائمة جديدة من الأعضاء على الرغم من تكرار الأسماء نتمنى أن يجد صوتنا الذي وهبناه لهم صدى ليجعلونا نتمتع بالجمال وبيئة نظيفة تهفو فيها النفوس لنسمة نظيفة منعشة وإغفاءة هنية حتى لانعود نطلق صيحات لإنقاذ بيئتنا من التلوث والأمراض والأوبئة القادمة أم أن معركة الانتخابات قد انتهت وتوقفت معها جميع المصالح والغايات .
عفاف حلاس