تحية الصباح … المزاج ..

تستبطن الفطرية في ذات المرء إيحاءات تتماهى في ما بينها , تؤدي فاعليتها ضمن انزياحات إجرائية وسيلية الأداء عبر انسيابيتها العفوية الحاضرة تأثيراً في بعض انطباعات , و أنماط سلوك مؤكدة دورها في إيماءات لميول واتجاهات محققة تقمصاً عاطفياً لذات المرء , فتراه سلس الانقياد إلى طمأنينة درج عليها استكانة , أو سعادة سير فيها , و بها ليغدو  الحال في ذلك كأنه واحدة من صوى في مسارات هي بعض قناعات , أو مطالع إرهاصات ليستقر الأمر وقع بال في مستقر حال هذا البال فيء ظله , صدى أرومته نزوع هدوة في استرخاء ميل تصبو به مسالك , وتوقده عاطفة , وتستريح له مشاعر , وقد صار نتاج ذات على سرح من دربة في اعتمادية على مؤونة من تلك المشاعر والرؤى في مثالية لثنائية العقل والوجدان , وفطرية الذات كينونة , وما يستجد نمواً على سلالم الخبرات المتتالية اطراد سنين يكتبها الأجل تجربة فردية في معمارية الحياة  هذا المزاج هيولى التناغم الكلي ما بين المادي والمعنوي في كل من الخلق والوجدان تفاعل إرادة قوة بالفعل والتفاعل مع حيثيات الحياة تفاصيل معارف وخبرات وتجارب وقيم , ومحددات منظومات أخلاقية واقتصادية وبيئية … ومدى الإفادة منها , ومدى إسقاطها تعلماً وتعليماً على ذات المرء نفسه   وهنا يكون حجم المسؤولية في ترويض الذات عبر التخفيف من وقع المزاج والعمل على ترويضه والسير به من اعتباطية المد والجزر وتقلب المشاعر , والعاطفة   وعناد بعض القناعات بتأثير النكوص العاطفي وتوكيد الذات عبر اتقاد عاطفة حب الذات , وعدم الأخذ بعوالم لا محدودة من معارف , ولا سيما ما له علاقة بعلم النفس العام , وعلم النفس السلوكي , والترابط العضوي والجدلي ما بين علمي النفس والفلسفة , ولا سيما فلسفة التربية حيث حصون المعاني عبر تلك المصطلحات ركائز لعلوم , فيها بلاغة المعلومات , واكتناز الخبرات , وما من شك أن العمل على الإدراك الجمالي لوعي تلك المصطلحات في توكيد التربية الجمالية سيفسح في المجال لكثير من درجات صقيلة لتشذيب ما اتسع في مزاج المرء صقلاً وتدعيماً لمهارات حياتية تواصلية ما بين المرء وذاته , والمرء ومحيطه حيثما سار في ركاب الزمن وهذا يعمق مكانة الوعي في مؤشرات العقل   فثمة انتقال نوعي من المزاج المغناج على صاحبه إلى المزاج الحاضر في خدمة العقل واتزان العاطفة , وتحديد روائز الميول والاتجاهات والقناعات من جانب آخر , وغنى ذلك حصيلة مردود راق ينشد الأفضل ضمن مرامي الأهداف الكبرى في معطيات التلاقي ما بين الإنسان والإنسان , والإنسان والحياة  فالمزاج في حيز الكينونة الإنسانية حاضر وداعة لطف يحمل كياسة العفوية ومع ذلك فالتربية ميدانه في مصطلحها علماً , ودورها غايات معرفية سلوكية مهارية  وهو في الطبيعة عوالم من تحديات كائنة منذ البدء , فالرياح الهوج أس الأعاصير والنسيم العليل صنو السكينة , ووقاد الصمت , و إطلالة بوح القمر من هالة البهاء , وتفاصيل البيئة مفردات ومكونات كلها في مسار التفاعل بين الإنسان والبيئة تعاقب حضارات في جدل بنيوي مآربه كل عمران , وكل ما فيه واقع البيئة من بعض إجرائيات ذات طاقة حرة قي وسيليتها , إنما هي محط دراسات وقراءات لظواهر ومظاهر , وكلما تم فهم تفاعلاتها كانت الإفادة خيراً لأنها تحولت بذلك من الطاقة الحرة بذاتها إلى إمكانات وقد تم تجاوز ما اصطلح عليه بالنسبة للبيئة ” الطبيعة غير المروضة ”  سعي المرء فرداً أو الدراسات , والأبحاث في مقاربة كل أمر , إنما ذروة ذلك كل تطور وتقدم يحاكي الحياة في تفاصيلها , والتي أساس وجوهرها الصرف الإنسان ” القيمة الكبرى ” المعني بذهنية تنفتح على معارف وخبرات مآلات المزاج المطبوع واقعاً فطرياً أن يوقع لذاته مكاناً  روافده علوم وخبرات   وصقيل قناعات مثقفة مدارات تألقها مؤشرات أداء نوعي يؤكده العقل , وعندئذ تكون الأحكام برامج عمل , لا فعل و رد فعل لذات المرء ولا تكون مشبوبة بعاطفة تستعجل صاحبها حيال أمر , و إنما تكون بإرادة فعل وسلوك , مداهما في المعالجة كلمة للإدراك , وموقف للخبرة.

نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار