فعل صروف الحياة في الإنسان , صنو كينونته فيها واقع تأثير وتأثر, تارة ضمن علاقة عضوية وأخرى في علاقة جدلية ,والحال أسواء متداخلة, ما بين متعاضدة حيناً , ومتباينة في أحايين أخرى عبر تعاقب الأزمنة ثمة آمال في رغائب ومآرب وغايات , وثمة تأوهات وتنهدات في مغالبة أكدار .. “وأي امرئ يقوى على الدهر زنده” لكن ذلك لم يقعد المرء عن تلمّس دروب التفاؤل , وإشراقات المنى في مطارحات قوس قزح لألوان وألوان ضمن مدارات الأماني , وسعة الأمنيات . وعلى مدارج الثواني من أعمار البشرية عبر إيقاعات العلوم والفنون , مقاربات الحروف في عوالم التأمل والتفكير , وقريض الشعر , وفتوة النثر ومنمنمات الجمال أشكالاً تعبيرية .ودنيا الأجناس الأدبية , وترانيم الإيقاع همهمات أفانين من بوح خلاب الانسراب في خفايا الحنايا , ورائعات الأحاسيس فرط حساسية , وشدة انتباه لمضامين محتوى لموسيقا لوحات تهادت أشرعة التأمل والوجد فراسة الحدس , وحُسن التدبر مراكب تمخر عباب المدى صوب ذاك الثقل النوعي الحاضر أنماطاً سلوكية ,وتشابك قناعات ورؤى وتصوّرات , وتغيرات للطبيعة في ماهية أرومتها , ومتغير لثقافات ومثاقفات جرّاء اندفاعات لعالم افتراضي في أغلبه مسيّس يرمي إلى نوازع ومنازع تحقق مآربه غير آبه بدنيا الشعوب فرادة هويات متأصلة في انتماءاتها , وفصاحة قيم تشربتها جيلاً فأجيالاً . وما ندّ , ويندّ عن ذلك من انكسارات في بنى نفسية واجتماعية , وجمالية نتيجة متاعب يقدمها الواقع بأقنعة خارت ألوانها لكثافة تنوعها , وجردت لوضوح زيفها في وجدان كل ضمير صاح برود آفاق الدنا رسالة إنسان في زمالة مصير , وبهاء مصير في سلامة عيش يقرأ الحياة نبالة حضور في أمجاد حضارات , ورقي عمل في سعادة كل نتاج وإنتاج مابين ذهن وساعد . هذا الثقل النوعي الحاضر ما بين عوامل ذاتية وأخرى عامة , قد يتراءى واجب العمل في الذات تعديلاً لغنى معارف وخبرات واكتساب مهارات وفي الموضوعي سعة انتباه في قراءات لما ورائيات أجدرٍ من تحديات , إذ وراء الأكمة ما وراءها من ظروف وتحديات واستقواءات لجرائم استعمارية عبر تاريخها إرهاب وإجرام وعدوان وحاضرها شعارات معسولة العنوانات البرّاقة في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان .. وهي التي أسست للخراب عدواناً وشعارات وحصارات فلغة مدافعها , ومخططات مؤامراتها و تدليس كلامها وجهان لعملة واحدة ضمن لعبة ” الخصم والحكم” مما لا يخفى على إنسان الحضارة وقيم الحق في مواجهة الباطل . إن إفقار الشعوب وسرقة مواردها , وحصارها والتشدّق بالدفاع عن الإنسان حقوقا , والشعوب حرية إنما كل ذلك تحريض وكذب وخداع ودسّ السم بالعسل ومن بدهيات الاستيعاب في قراءة الحروف الأولى لأبجدية وعي الصراع الوجودي بين مستبد محتلّ سابق ولاحق , ومستعمر متلوّن التعبير عن ذاته , جلّ همه استثارة القلاقل , وإضرام الحروب عبر تجاوزات لثوابت متفق عليها , لكنّه يتقصّد ضربها بحثاً عن إشعال حروب وتجارة سلاح , وتمكين هيمنة استعذب تفرّدها بها , وإمساك بتلابيب قارة عجوز ترى قوتها في الانضواء تحت إبطها , مع ملحقات تطبيع عبر رهانات واقع مستحدث لعلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين العربية .., لكن ذلك لا , ولن يحيد طريق الكفاح قيد أنملة عن بوصلة الثوابت في شرف الانتماء للأمة , ودماء الشهداء , وعراقة القيم في أصالة المحتد الكريم لأمة العرب من المحيط إلى الخليج عبر شهامة إرادة الحق في مواجهة كل غازٍ ودخيل , وانكماش عقل أجرد يعيش وهم الحضور في غفلة من انتباه أمام ثوابت مداها كل انتباه لمعنى الشرف الرفيع في ذمم الأبناء وحفاوة الذراري والأحفاد . هو الاستيعاب وعي الاستيفاء لجماليات العقل الحصيف والوجدان الحي مابين الواجب والمسؤولية حيال قضايا وجودية كبرى تدرك مآل المصير. وهو الاستيعاب نبالة الفطنة في زهو الحضور المتألق حميّة مشاعر طيبة , وعواطف سامية , وثبات خبرة تقرأ الأمور رجاحة عقل في مقاربة كل سلوك أو فكرة أو أمر وملاطفة تشذيبٍ لخلق ينشد الأسمى , وشمائل التواصل الإنساني الراقي سعة حُلم , وذهنية منفتحة تعي حيثيات خبرات , وتوازي مقاربات وقد صُقلت بالمعارف علوماً وقراءاتٍ , وسددت بالمنطق تخوماً وصوى وبدت مواسم خبر عن بيادر الذات غنى استيعاب , وحسن استيفاء وما بين الحال وما يعتريه , والذات وما وطّدت نفسها معارف وخبرات ومهارات يستحيل الوهن قراءة قوة , والضيق سعة إدراك , ومغانم الجني واحات على مطلول آفاق وآفاق . فالاستيعاب وعي إدارة الذات في أكثر من قراءة , وغنى المنطق ثوابت تفكير بيّن . والاستيعاب زاد ومؤونة لفهم أوسع , ومسار قناعة أوضح , وغاية أسمى.
نزار بدّور