ثمة شعور بالأسف والفرح بآن معاً وأنا أحضر الأنشطة الطلائعية الكثيرة في مدارسنا , الأسف لأنه في طفولتنا لم تكن منظمة الطلائع قد أحدثت , والفرح لأن أبنائي وأبناء الوطن لهم هذه المنظمة الطفلية الرائعة ..
عندما يتعلق العمل بتربية الجيل وتثقيفه وطنياً وأخلاقياً وقومياً , فإن هذا لعمري مهمة جليلة .
هذه الأفكار , وغيرها راودتني في الأسابيع الماضية وأنا أحضر مسابقات رواد الطلائع في بعض المدارس وهذه المسابقات التي أتابعها بحكم اهتمامي الثقافي وعملي الإعلامي , تطورت كثيراً وهذا أمر بديهي بسبب تراكم الخبرات والتجارب .
يتنافس المتفوقون في كل مادة , وهو تنافس جميل وشريف حتى يبدو التمييز بين الحائز على المركز الأول والمركز الثاني صعباً للغاية لأن الفارق يكون نصف درجة أحياناً ..!!
فالفائزون على مستوى المنطقة الطليعية , يشاركون في المنافسة للريادة على مستوى الفرع , أي المحافظة .. والفائزون على مستوى الفرع يتنافسون للريادة على مستوى القطر العربي السوري .
أدهشتني بعض القصص التي قرأتها في مسابقة القصة القصيرة لبعض الطليعيين والطليعيات الموهوبين والموهوبات وأجزم أنهم سيرفدون الساحة الأدبية إذا ماتوفرت لهم الرعاية المناسبة والتشجيع , والمدهش هؤلاء الرواد بالفصاحة والخطابة ..
هنا يكون التمكين للغة العربية .. أن تلقي فتاة طليعية قصيدة من ستين بيت شعري بطريقة فنية وبصوت تعبيري وحركات يدين وملامح وجه معبرة .. فهذا تميز وريادة في فن الخطابة والفصاحة حيث اللغة العربية تتألق وتدهش ..!!
وهذا كله حصيلة جهد تربوي وتعليمي متميز في مدارسنا وهؤلاء المعلمون والمعلمات الذين كانوا وراءهؤلاء الرواد يستحقون التكريم والتقدير فعندما يكون عدد الرواد في مدرسة ما مرتفعاً فهذا معناه أن المستوى التربوي والتعليمي جيد جداً .. وبالمقابل فلا بد أن نشعر بالأسف عندما لانجد سوى رائد واحد في مدرسة ما أو لا نجد أحداً أبداً ….!!
التعاون بين منظمة طلائع البعث ومديرية التربية وهما فريق عمل واحد يثمر هكذا نتائج وهكذا ريادة في مختلف المواد .
نشد على أيدي معلمينا ونرفع القبعة احتراماً لهم ..لا سيما وأن نسبة الرواد الطليعيين على مستوى القطر العربي السوري في السنوات الماضية من محافظة حمص كانت الأعلى .
ظاهرة حضارية وهامة , ظاهرة التفوق , وتكريم الرواد و معلميهم ومعلماتهم , فهؤلاء المربون وراء هذا التفوق لطلائعيينا .
القائد المؤسس حافظ الأسد , أصدر توجيهات لتكون منظمة طلائع البعث حاضنة للأطفال وحافزاً للتفوق الدراسي ومدرسة فكرية وطنية وقومية لجيل الأطفال .. هكذا هي منذ تأسست عام أربعة وسبعين وتسعمائة وألف .. ولا تزال .
عيسى اسماعيل