عمالنا في عيدهم….إصرار متجدد على تحدي الإرهاب.. أبناء الطبقة العاملة وتنظيمهم النقابي أحد أعمدة الصمود الأساسية
يأتي الأول من أيار هذا العام والطبقة العاملة في سورية تنظر إلى المستقبل بأمل كبير بعد تطهير الجزء الأكبر من الوطن من الإرهاب واستعادة مئات مواقع العمل حيويتها بعد سنوات صعبة كان العمال فيها جنودا مجهولين يؤمنون لأبناء الوطن وسائل الصمود رغم قلة الموارد وضعف الإمكانات التي فرضتها الحرب.
يشارك عمال سورية وتنظيمهم النقابي في إحياء الأول من أيار عيد العمال العالمي ، وهاهم اليوم يؤكدون إصرارهم على تحدي الإرهاب واجتثاثه مهما بلغت التحديات و اتسعت دائرة الاستهداف صونا لعزة الوطن وكرامته…. كيف لا وقد قدموا الكثير من الشهداء وهم خلف آلاتهم مشكلين بعد ثماني سنوات من الحرب الظالمة على سورية مع جيشنا الباسل ركنان أساسيان لبناء الوطن وتعزيز صموده ، فالتحية كل التحية لصمودهم الأسطوري والفخر والاعتزاز ببطولات جيشنا العربي السوري الذي صان الأرض والعرض والكرامة.
وبمناسبة الأول من أيار كان لجريدة العروبة لقاء مع سامي أمين رئيس اتحاد عمال محافظة حمص فحدثنا قائلا : يأتي الأول من أيار هذا العام على وقع الانتصارات العظيمة التي يحققها بواسل جيشنا على الإرهاب وداعميه ومشغليه الذين يكنون حقدا على الإنسانية وسورية وشعبها المقاوم الصامد ، ولكن رغم كل ما سخروه من إمكانيات مادية وإعلامية ومرتزقة تمكنت سورية بصمودها الوطني وبسالة جيشها وشجاعة وحكمة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد من إفشال كل مخططات هذه الحرب القذرة والحصار والعقوبات الجائرة أحادية الجانب ، وقد كنا نحن أبناء الطبقة العاملة وحركتنا النقابية ومازلنا أحد أعمدة الصمود الأساسية وكان لنا شرف الإسهام في مواجهة هذه المؤامرة ودحرها وهاهي طبقتنا العاملة تستعد للمشاركة الفاعلة في مرحلة إعادة الإعمار ومضاعفة الجهود من أجل معالجة تداعيات هذه الحرب الصعبة وفي هذا الإطار ندعو أبناء شعبنا إلى المزيد من الصبر و التحمل والاعتماد على الذات في مواجهة الحرب الاقتصادية التي تشنها اليوم أمريكا وأعوانها ضد سورية بهدف إركاعها مؤكدين أن ما دعا أعداء سورية لاتخاذ هذا القرار هو سقوط رهاناتهم وفشل مخططاتهم الإجرامية والتقسيمية لهذا البلد الصامد كما أنها محاولة للنيل من كرامة الشعب السوري وكسر إرادته للتعويض عن فشلهم ميدانيا وعسكريا على أرض سورية الأبية ، كما أننا نعول في مرحلة إعادة الإعمار على دور قطاعنا العام الحامل الرئيسي لدعم اقتصاد الوطن بالتشارك مع القطاع الخاص الوطني وهذا ما ثبت خلال سنوات الحرب ما يجعلنا نؤكد باستمرار على تطوير هذا القطاع وتحديثه وإعادة تأهيل شركاته ليتمكن من دخول هذه المرحلة بكل قوة ونجاح .
مطالب عمالية
وحول المطالب العمالية لنقابات عمال حمص قال أمين : لقد عملنا على تبويب جميع مطالب العمال التي تم طرحها في المؤتمرات النقابية لهذا العام وتم رفعها إلى الاتحاد العام لنقابات العمال لوضع الأولويات لها ومتابعتها مع الحكومة والجهات المعنية آملين بجهود اتحادنا العام تحقيقها لقناعتنا بأنها جميعها محقة آخذين بعين الاعتبار تداعيات الحرب الاقتصادية وما تعكسه من آثار سلبية على الوضع المعيشي والاجتماعي لجميع المواطنين وخاصة شريحة العمال ، وأضاف أمين : بالنسبة لنا في اتحاد عمال حمص ونقاباته نقوم بتقديم ما أمكن من مساعدات مادية واجتماعية لأسر شهداء وجرحى الطبقة العاملة على مستوى المحافظة إضافة إلى تقديم مساعدات وتعويضات وخدمات طبية واجتماعية وإعانات لجميع العمال المنتسبين في القطاعات الثلاثة العام والخاص والمشترك وذلك من خلال مشاريع الاتحاد الصحية والخدمية المتمثلة بالمشفى العمالي والصيدليات العمالية وصندوق التكافل الاجتماعي وصناديق المساعدات في مكاتب النقابات ، أما تنظيميا فيتبع لاتحاد عمال حمص 16 مكتب نقابة و 249 لجنة نقابية منها 25 لجنة قطاع عام و42 لجنة قطاع خاص وقد بلغ عدد العمال في محافظة حمص حتى تاريخه 65295 عاملا وعاملة منتسب منهم 59142 عاملا وعاملة للتنظيم النقابي وبلغ عمال القطاع الخاص 5312 تم تنسيب منهم حتى نهاية عام 2018 / 1152 / عاملا إضافة إلى أنه بلغ عدد العمال المشمولين بالتأمين الصحي 40 ألف عامل وعاملة ونعمل اليوم جاهدين من أجل تشميل أفراد أسرة العامل والعمال المتقاعدين بهذا التأمين .
ويمر هذا العام عيد العمال العالمي على عمال سورية بعد سنوات من حرب شنت على بلدنا الغالي بأدوات الإرهاب التي جاءت على الكثير من مواقع العمل تهديما وتخريبا وسرقة ونهبا ما جعل جزءا غير قليل من العمال يفقدون أعمالهم ليس لهذا السبب فحسب بل لعدم قدرتهم على الوصول إلى مقرات عملهم بعد أن قطع الإرهابيون الطرق وهجروا العمال من أماكن سكنهم ، فلم يدخر عمال الوطن جهدا لمواصلة العمل على كل الجبهات متحدين ظروف الحرب والإرهاب ليصلوا الليل بالنهار من أجل أن تبقى مواقع العمل مستمرة لتقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون وتلبية احتياجات السوق المحلية.
رديف حقيقي
ومن مواقع العمل التي صمدت وصمد عمالها في وجه الإرهاب يثابر فيها العمال بجهد منقطع النظير متحدين كل الظروف ، كان لنا لقاء مع مصطفى باكير – رئيس اللجنة النقابية في شركة كهرباء حمص فقال : نحن على موعد في كل عام مع عيد العمال لنجدد العهد على الصمود ونوجه التحية والحب و الاحترام لقائد الوطن والجيش العربي السوري وللعمال الذين كانوا الرديف الحقيقي والصامد رغم تعرض الكثير من العمال للمخاطر وهذا لم يثننا عن المجيء وبشكل يومي إلى مواقع عملنا وإصلاح الأعطال التي تضاعفت بسبب الحرب والتخريب الذي تعرضت له الكثير من المراكز والشبكات الكهربائية والكل يعلم مدى الحاجة للكهرباء ما يتطلب منا الاستمرار بالعمل بكل الظروف.
ورغم أن الحرب في نهايتها وقد فشلت مخططات صانعيها ومموليها إلا أننا مازلنا نمر بحرب اقتصادية وحصار اقتصادي بغيض يشمل قلة في المواد الضرورية كالعدادات والكابلات وغيرها ولكن كما تخطينا الحرب وانتصرنا سنتخطى أيضا هذه المرحلة وسنكسر الحصار وسنؤمن كل المستلزمات لخدمة المواطنين وإيصال التيار الكهربائي لكل بيت ومنشأة .
إن الطبقة العاملة تعتبر شريكاً حقيقياً في الانتصار كونها كانت رديفا حقيقيا للجيش وكان لها الفضل في تأمين متطلبات الصمود للشعب السوري في أحلك الظروف وأصعبها.
العامل محمد غزول – دائرة الخزينة في الشركة قال : بمناسبة عيد العمال نوجه تحية إجلال وإكبار لسيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد ونحيي رجال الجيش العربي السوري الصامدين والمرابطين على حدود الوطن والذين حاولنا الوقوف إلى جانبهم بكل ما نستطيع.
وأضاف : إن عمال سورية يؤكدون في هذا اليوم أنهم متمسكون بمواقع عملهم ليست لأنها مصدر عيشهم فقط بل لأن هذه المواقع تعني صمود الدولة في وجه الحرب التي تشن عليها .
مثال للوفاء والعطاء
العامل بسيم صالح – تفتيش عدادات قال : يمثل الاحتفال بعيد العمال الذي يصادف الأول من أيار عنوانا لتضامن الطبقة العاملة ورمزا لوحدتها وتجسيدا لانتصاراتها وصمودها في وجه الإرهاب والعقوبات الاقتصادية التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من ثماني سنوات إذ استطاع عمال سورية بمختلف مواقعهم ترسيخ القيم والتصميم على زيادة الإنجازات على مختلف الصعد رغم كل الظروف والمعاناة فكانوا مثالا للوفاء والعطاء لوطنهم ليتمكن من البقاء الرقم الصعب الذي لا يمكن النيل منه.وكما انتصرت سورية سياسيا وعسكريا سوف تنتصر اقتصاديا بهمة عمالنا وحكمة قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد .
العامل محمد عز الدين – محطات التحويل قال : نهنئ أنفسنا نحن عمال سورية الصامدة بمناسبة عيد العمال ونثمن الجهود التي بذلت من كافة العمال في مختلف المنشآت والمعامل والشركات والتي ستبذل مستقبلا لسد احتياجات الوطن من كافة الاختصاصات للانتصار الاقتصادي بعد الانتصار العسكري .
وأضاف : إن السواعد الخيرة التي بنت سورية الحديثة ستعيد إعمار ما دمره الإرهاب ، و طبقتنا العاملة تمتلك من الكفاءة والمهارة والوطنية ما يجعل لها دورا أساسيا في هذه العملية الحيوية الكبرى . وعمال سورية يختزلون الواقع بشعار : “وطن بنيناه بعرقنا نحميه بدمائنا” وهذا ما طبق حقيقة حيث أن عددا كبيرا من العمال ارتقوا شهداء وهم يقومون بعملهم في ظروف خطيرة وامتزجت دماؤهم بدماء شهداء الجيش العربي السوري.
العامل نبيل الخضر – المدينة الصناعية في حسياء قال : تمثل الطبقة العاملة شريحة واسعة من أبناء الوطن وهي تمثل الدرع المتين في مواجهة التحديات والظروف الصعبة والقاسية التي تتعرض لها بلادنا والتي استهدفت المواطن السوري في معيشته من خلال الحصار الاقتصادي إضافة إلى ما ارتكبه الإرهابيون من تدمير ونهب للمعامل والمنشآت والموارد الاقتصادية فهموم العمال ومعاناتهم وما يواجهونه من صعوبات حياتية ومعيشية واجتماعية مؤلمة خلقتها ظروف الحرب الشرسة التي شنت على بلدنا ولكن مهما كانت الصعاب سنعمل يدا بيد لمواجهة كل التحديات.
إن الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد والحرب التي عشناها ألحقت الأذى والضرر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وقوضت الكثير مما حققناه بعرق عمالنا وجهود كوادرنا ولكن لم تثن من عزيمتنا في الاستمرار بالإعمار و تنفيذ المشاريع و النهوض بالقطاع العام وتطويره وعمال سورية ضحوا بأرواحهم في سبيل استمرار عجلة الإنتاج وصمدوا في مختلف مواقع العمل .
العامل يوسف سموني – شركة النقل الداخلي قال : تأتي هذه المناسبة الغالية ووطننا الحبيب يواجه حربا شرسة على مختلف المجالات وقد أثبت العمال خلال السنوات الماضية أنهم أصحاب عزيمة لا تلين ولهم دور هام في استمرارعجلة الإنتاج وكل ما نقوم به هو واجب وطني للمساهمة في بناء وطننا من خلال الإنتاج .
نتوجه بالتحية للعمال وللمنظمة النقابية بمناسبة الأول من آيار عيد العمال مؤكدين أن الصمود في وجه العدوان الذي يستهدف كياننا يرتب علينا مزيداً من رص الصفوف والتلاحم ومضاعفة الجهد والعمل لتضميد جرح الوطن النازف واستمرارنا بالعمل هو رسالة تحد للإرهاب ونؤكد أنه كلما اشتدت الصعاب والتهديدات زاد معها إصرارنا على العمل .
ونؤكد أن الإرهاب لن ينال من صمود أبناء الشعب وعزيمته على إعادة إعمار بلدنا ولقد اثبتنا كطبقة عاملة تفانيا وصمودا يشهد له الجميع ونحن نعتز بما قدمناه للوطن و بفضل تلاحم شعبنا مع جيشنا الباسل سوف نصنع الانتصار ونعيد بناء سورية بسواعد وعقول أبنائها المخلصين.
رئيف السليم قال: العمل هو نسغ الحياة وجوهرها فلا حياة دون عمل ولا تقدم في الحياة دون عمال ،والعمال هم ركيزة أساسية من ركائز استمرارية الحياة وتقدمها وسيرها نحو ما يغنيها بعوامل البقاء والاستمرار والتقدم ، وبعناصر الخير تغنى وجود الإنسان ذاته على الأرض .
واحتفال الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي مع عمال العالم في مختلف بلدانهم في الأول في أيار بعيد العمال العالمي هو تمجيد للعمل والعمال وتقدير للسواعد التي تبني وتنتج وتعبير لطبقتنا العاملة التي أعطت الكثير من جهدها وعرقها لخدمة الوطن وكانت دائماً و لا تزال رمز العطاء والتضحية في سبيل تقدم الوطن وتطوره لأجل عزته ورفاهيته. والاحتفال بعيد العمال وتخصيص يوم للعمل فيه الكثير من المعاني والدلالات التي تؤكد على أهمية العمل لدى الإنسان وضرورته في حياة البشر.
وكان لتأسيس التنظيم النقابي الأثر الهام في تطوير واقع العمال وتفعيل نشاطاتهم ليؤدوا دورا رئيسياً جنباً إلى جنب في بناء الوطن وأن يحقق العمال بدرجة عالية من الوعي وبدرجة عالية من الروح الوطنية تقدماً كبيراً في المجال التقني و لأداء الدور الكبير في المعركة التي تخوضها أمتنا في مواجهة الأخطار والتحديات المحدقة وفي تضييق مساحات الاستغلال والظلم التي عانى منها العمال في فترات سابقة وتحقيق مجتمع المساواة والعدالة والرفاهية بين أبنائه من خلال مسيرة البناء المتواصلة، اذ يشكلون ركناً أساسياً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي ترسيخ القاعدة المادية لبناء المجتمع المتطور والمتقدم.
وقد حققت ثورة الثامن من آذار والحركة التصحيحية المجيدة مكاسب كبيرة للطبقة العاملة وقطاعات الشعب المختلفة واستطاع عمال سورية مع العمال العرب في مختلف أقطارهم بالتعاون والتحالف مع إخوانهم في القطاعات الإنتاجية الأخرى تأدية واجبهم الوطني والقومي بفضل إخلاصهم وحرصهم على زيادة الإنتاج وتحسينه.
أخيرا
نحتفل اليوم على وقع انتصارات جيشنا العربي السوري البطل الذي يثبت أنه صاحب الكلمة الفصل في الميدان ويضيف كل يوم فصلا جديدا في البطولة على امتداد ساحات الوطن وصفحة جديدة مشرفة في تاريخ سورية.
احتفال عمالنا بهذا اليوم مع عمال الوطن العربي والعالم هو احتفال بانتصار القيم والمبادئ .
منذ ثماني سنوات واجهتنا تحديات وكانت بوصلتنا فيما نسعى إليه: الصمود أولا والصمود دائما خلف قيادتنا وممارسة دورنا في البناء والإعمار والارتقاء بالعملية الإنتاجية كماً ونوعاً والاستفادة من مواردنا الطبيعية وقدراتنا وعقولنا وتحقيق أمننا الاقتصادي والمساهمة في تحقيق حرية وسيادة قرارنا السياسي .
إن العمال الذين استشهدوا من أجل عزة الوطن وكرامته سيبقون مصدر قوة وإلهام لزملائهم الذين يكملون المسيرة لإعادة إعمار ما دمره الإرهاب .
منار الناعمة – رياض سلامة