أهالي القنية الشرقية مازالوا يعتمدون على الحفر الفنية حتى الآن .. منصرفات الصرف الصحي تتسرب إلى الآبار السطحية التي تروي المزروعات
القنية الشرقية قرية وادعة تقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمحافظة حمص وتبعد عنها مسافة 50 كم وتتبع إلى بلدية المضابع ، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي فيها حوالي 48 هكتاراً ، زارت العروبة القرية واطلعت على الواقع الخدمي فيها والتقت رئيس البلدية محمد عفوف والمختار محمد الزمام ورئيس شعبة الكهرباء مأمون عفوف ورئيس الجمعية الفلاحية رمضان جحا إلى جانب عدد من الأهالي في القرية ….
الحي الشمالي بلا ماء
أشار المختار إلى أنه تم تزويد القرية بمصدر مائي من بئر العزيزية بدلاً من بئر قرية الشعيرات وتم جر خط رئيسي منه للحي الجنوبي من القرية فقط دون استبدال الشبكة القديمة ، كون الأنابيب بقطر 2 انش وتكمن المشكلة كما يشير رئيس البلدية في أن قطر الأنابيب صغير إضافة إلى نوعيته السهلة الكسر والأنابيب بحاجة إلى صيانة وترميم لاسيما أنه يحصل تسرب للمياه , مما يتسبب بهدرها بشكل غير مقبول , و بذلك بقي الحي الشمالي دون إرواء , ويبلغ عدد القاطنين فيه 250 نسمة , و يضطر الأهالي إلى شراء الماء من الصهاريج بقيمة 4000 ل. س , وهذا يشكل أعباء مادية إضافية رغم أن هذا الحي يبعد عن القرية حوالي 1000 متر تقريباً ، و يقترح الأهالي ضرورة استبدال الأنابيب بأخرى ذات أقطار أكبر والشبكة القديمة بأخرى حديثة فهي لم تخضع لأية صيانة منذ عام 1995 حتى اليوم .
تسرب مياه الصرف الصحي
يشير الأهالي إلى أنهم ما زالوا يعتمدون على الحفر الفنية , وبالتالي يقومون بشفط المياه الآسنة منها على نفقتهم الخاصة وهذا الأمر مكلف كونهم يدفعون ما لا يقل عن 25 ألف ل. س , مما يرهق كاهلهم مادياً وهم بغنى عن ذلك ، ليس هذا فحسب بل تتسرب مياه الصرف الصحي إلى الآبار السطحية التي يتراوح عمقها بين 20-25 م والتي يستخدمها الأهالي لري المزروعات وأحياناً للشرب و قد حدث أن أصيب العديد من الأهالي بالأمراض جراء ذلك عدا عن انبعاث الروائح الكريهة الصادرة عنها و انتشار الحشرات المزعجة والمسببة للأمراض خاصة في فصل الصيف .
المشروع على مراحل
أشار رئيس البلدية أن بلدية المضابع تقوم منذ عام 2015 بتنفيذ مشروع صرف صحي للقرية حيث تم الانتهاء من تنفيذ أربع مراحل حتى تاريخه , وهي اليوم بصدد الإعلان عن المرحلة الخامسة و يبلغ طول الشبكة التي تم تنفيذها 5 كم ..
توقف التوزيع
ويضيف : قامت البلدية بالتعاون مع اللجنة التي تم تشكيلها برئاسة رئيس الجمعية الفلاحية بتوزيع مازوت التدفئة بمعدل 200-300 ليتر لكل أسرة استناداً إلى دفتر العائلة على دفعتين و لمن يريد عند توفره كما تم تزويدهم بمخصصات المادة للمكننة الزراعية العام الماضي و لكن بسبب الأزمة الحاصلة مؤخرا وعدم توفر المادة لم تتمكن البلدية منذ 1/2/2019 من استجرارها و توزيعها .
أزمة مؤقتة
يشير المختار والأهالي إلى أن مادة الغاز المنزلي كانت متوفرة في أي وقت و لكن خلال الفترة الماضية ووجود النقص فيها , حصلت بعض الاختناقات و لكنها في طريقها للحل رويداً رويداً و تباع الاسطوانة حالياً بسعرها النظامي المحدد بقيمة 2600 ل. س و يوجد معتمد لتوزيع الغاز في القرية .
الخبز مقبول
يوجد معتمدان اثنان لتأمين و توزيع مادة الخبز للأهالي و لا يوجد فرن خاص بالقرية لذلك يتم استجرار الخبز من مخبز قرية المضابع و هو جيد و كاف و يغطي حاجة الأهالي .
الروائح مزعجة
يذكر بعض الأهالي أنه يتم ترحيل القمامة مرتين في الأسبوع إلى مكب شرق القرية و يبعد عنها حوالي 2 كم فقط ، مما يتسبب بانبعاث الروائح الكريهة والمزعجة و يساهم في انتشار الأمراض ، و يشير رئيس البلدية إلى أن الترحيل يتم بشكل دوري و منظم و يتمنى زيادة عدد عمال النظافة و تأمين سيارة قمامة هيدروليك ضاغطة ، إذ يوجد جرار واحد يخدم كافة القرى التابعة للبلدية ، الأمر الذي يزيد من أعطاله ومن نفقات المازوت أيضاً
مشكلة النقل قائمة
يؤكد رئيس الجمعية الفلاحية والمختار أنه يوجد سيرفيسان مخصصان للقرية و لكن أحدهما يعمل سائقه بمزاجية خاصة, وفي الواقع هناك سيرفيس واحد فقط يخدم أهل القرية مع العلم أنه يوجد طلاب و موظفون يقصد ون المدينة يومياً والمشكلة الكبرى أن السرفيس يعمل مرة واحدة في اليوم ، إذ بعد الساعة الواحدة و النصف ظهراً تنقطع القرية عن العالم الخارجي , ولا يبقى أي وسيلة مواصلات فيها , وأوضح رئيس البلدية أن مشكلة النقل ما زالت قائمة وحبذا لو يتم تسيير باص نقل داخلي يخدم العديد من القرى الواقعة على الطريق الرئيسي للقرية ذهاباً وإياباً ,لا سيما أنه يبلغ عدد سكان القرية ما يقارب 1000 نسمة وتبلغ تسعيرة النقل 200 ل.س .
عمل شعبي
تم تزويد القرية بالكهرباء عام 1982 بعمل شعبي ، كما يوجد خزانان اثنان فيها , تم استبدال أحدهما واستطاعته200 واط بـ بآخر400 واط لزيادة التغذية الكهربائية ويذكر رئيس البلدية أن شبكة الكهرباء تغطي كامل المخطط التنظيمي للقرية وتتبع إدارياً إلى شعبة كهرباء الرقامة وحبذا لو يتم استبدال الشبكة كونها قديمة إذ مضى على استخدامها نحو 40 عاماً .
الحماية الترددية
رئيس شعبة الكهرباء بالرقامة أشار إلى ضرورة إزالة جهاز الحماية الترددية عن خط جب الصدي كونه يفصل الكهرباء عن القرية عند حدوث ضغط على الشبكة وهو شبه ثابت في القرية , الأمر الذي يؤدي إلى الحد من الانقطاعات المتكررة بكثرة , ونوه إلى أن وضع الشبكة مقبول بالعموم والتقنين منظم ولا يوجد استجرار عشوائي للتيار بالمطلق كما أنه لا يوجد اعتداءات على الشبكة ونسبة التحصيل جيدة والفواتير بمجملها تم تسديد المستحقات المترتبة على المشتركين .
بانتظار إكماله
يوجد في القرية طريق عام وحيد معبد ولكنه يعاني من وجود الحفر الكثيرة ويتمنى الأهالي إكمال تعبيد الطريق الواصل ما بين قريتي الشعيرات والقنية ، إذ تم تعبيد جزء منه العام الماضي بطول 3 كم فقط بدءاً من قرية الشعيرات وتوقف العمل فيه, والقرية بانتظار إكماله فهو يخدم أهالي القريتين ويوفر عليهم الوقت والجهد والمسافة الطويلة , ويشير رئيس البلدية أنه يوجد خطة للتعبيد ستقوم بها البلدية بعد الانتهاء من إنجاز أعمال البنى التحتية في الطريق .
لا خدمات صحية
يعاني أهالي القنية الشرقية من عدم وجود نقطة طبية أو مركز صحي أو صيدلية ولا ممرض ولا طبيب في القرية, ويشير رئيس البلدية أن هذا الأمر يرغم الأهالي لمراجعة المراكز الصحية في القرى المجاورة : الرقامة والشعيرات والمنزول ، مما يزيد أعباءهم المادية خاصة مع عدم وجود وسائط نقل كافية .. لذلك نقترح ضرورة إقامة مركز صحي في قرية العزيزية المجاورة ويخدم ثلاث قرى مجاورة له وهي : البلها والعزيزية والقنية الشرقية ..
الكادر التدريسي وكلاء
يوجد في القرية مدرسة حلقة أولى ابتدائية كادرها التدريسي من الوكلاء ومن حملة الشهادة الثانوية الفرع الأدبي فقط من أبناء القرية لذلك وصف أهل القرية مستوى التعليم فيها بأنه دون الوسط للأسف ، إذ يوجد أربع شعب صفية في المدرسة وتم دمج كل صفين في شعبة واحدة .. حيث تم دمج طلاب الصفين الثاني والرابع في شعبة وطلاب الثالث والخامس في شعبة صفية واحدة .. ولهذا الأمر انعكاساته السلبية ..
الثانوية مغلقة
كان يوجد في القنية ثانوية استمرت لمدة أربع سنوات , وقد أغلقت لعدم وجود كادر تدريسي , فاضطر طلاب الثانوية للذهاب لثانوية قرية الشعيرات التي تبعد 14 كم تقريبا ً لمتابعة تحصيلهم العلمي ..و هذا نضعه برسم تربية حمص.
أما طلاب الإعدادية فيقصدون قرية العزيزية التي تبعد 6 كم عن قريتهم لإكمال دراستهم .
ويشيرأهالي الطلاب إلى أن الطالب يكلف أهله شهرياً حوالي 7 آلاف ل.س « أجور نقل» , والمضحك في الأمر أنه يتم نقلهم في سوزوكي صيفا ً شتاء ً, فهل عجزت مديرية التربية في حمص عن تأمين كادر تدريسي للثانوية التي يمكن لها أن تكون إعدادية أيضا ً في ذات المبنى؟!! .. في الوقت الذي تكتظ فيه المدارس بالمدينة بالمدرسين الاختصاصيين الاحتياط ..؟!
مع انقطاع الكهرباء
تتبع القرية لمقسم الرقامة ويوجد حوالي 100 خط هاتف أرضي والشبكة هوائية وتتعرض للعوامل الجوية .. وانقطاع الاتصالات بشكل كامل مع انقطاع التيار الكهربائي .
متفرقات
قدمت قرية القنية الشرقية الكثير من الشهداء , وهناك العديد من الجرحى والمصابين جراء الحرب الإرهابية على سورية ، ويؤكد ذويهم أن معظمهم لم يستفد من الميزات الممنوحة لأسرة الشهيد من حيث الإعانات والحصول على وظيفة حكومية ، في حين يؤكد رئيس البلدية انه يتم مساعدة ذوي الشهداء من خلال مكتب شهداء بلدية المضابع وبمتابعة من رئيس المكتب الذي يتواصل مع ذوي الشهداء والمصابين والجرحى ويتابع قضاياهم .
يعمل معظم أهل القرية في تربية الماشية والدواجن إذ يوجد في القرية 18 مدجنة طيور .
يقوم الأهالي أيضاً بزراعة الشعير واللوز والزيتون وهي بعلية ويوجه الأهالي نداءً عاجلا ً لمؤسسة الحبوب لاستلام مادة الشعير إذ تم هذا العام زراعة ما مقداره 30 / ألف دونم شعير والمحصول وفير لهذا العام أي بمعدل وسطي يبلغ 50 ألف طن … وهو محصول هام يعتمد عليه أهل القرية .
ويتمنى الأهالي إنارة الشوارع ، و إحداث روضة للأطفال في مبنى الابتدائية .
وأن يتم تركيب برج اتصالات لتقوية الاتصالات الخلوية بالقرية كون أقرب برج موجود في قرية العزيزية ويغطي مسافة 3كم فقط وهي تبعد عن القرية مسافة 6 كم فالتغطية حالياً معدومة …
يؤكد أهالي الجرحى والشهداء أنهم بحاجة للإعانات ولم يستفيدوا من إعانات الهلال الأحمر في حين أبناء القرى المجاورة تم تزويدهم بها ويؤكدون انه لم تستفد أي أسرة من الإعانات المقدمة .
يوجد جمعية تعاونية في القرية يبلغ عدد الأعضاء التعاونيين 120 عضواً ولا يوجد افرادي والقرية ضمن نطاق منطقة الاستقرار الرابعة .
تقع القرية ضمن مخطط تنظيمي والأراضي ذات صفة زراعية .
تم العمل على إيجاد إيرادات خاصة بالبلدية حيث أشيد ثلاثة محال تجارية في قرية المضابع واثنان في قرية العزيزية تم تأجيرهما ويعود الريع للبلدية لدعم المشاريع الخاصة بالقرى التابعة لها ..
تحقيق وتصوير :نبيلة إبراهيم