بيننا وبين أية مناسبة أو عيد مقدار من الغلاء يتم الحساب له قبل فترة معينة ،بحكم عادة عمياء درجت عليها أسواقنا ،وما يحصل قبل وخلال وبعد شهر رمضان المبارك مثال يحتذى ،فالأسعار ترتفع بالتدريج دون وجل أو إحساس بحال المواطن الفقير المعتر المحدود الدخل …
مع أن الجهات الرقابية وحماة المستهلك يتحفوننا دائماً بوجود ضوابط وأسس استباقية للسيطرة على الأسعار ،لكن أين أسواقنا من هذا ،البطاطا بـ400 ل.س والبندورة بـ350 ل.س وقس على ذلك أسعار المواد الغذائية والأساسية من سكر و سمون وزيوت وألبان وتمور ،يسبق ارتفاعها حلول شهر الرحمة ،…ورمضان كريم ..وأنى لهؤلاء التجار الرحمة والكرم وقد أصبح ناموسهم فلوسهم فقط ،لا قيم روحية أو إنسانية تستوطن قلوبهم ونفوسهم الضعيفة التي تزيد الاختناقات الاقتصادية والمعيشية ضغطاً ووجعاً… يوجد فوضى أسعار وتجار ،ولا حسيب أو رقيب ،وإن مدت مؤسساتنا يدها بتدخل إيجابي لا يكون بقدر المأمول بمعنى لا يغني ولا يسمن من جوع ،والبطاطا «المعفنة» التي طرحت في بعض صالات السورية للتجارة خير دليل ،ولا تصلح للاستهلاك البشري وإن كسر المواطن على أنفه بصلة واشترى كمية منها فإن ثلاثة أرباعها من نصيب سلة المهملات ولا تقاس بالبطاطا السورية لا شكلاً ولا مضموناً ..هناك سوء تدبير وتقصير من الجهات المعنية ،فكل موجة غلاء تعصف بأسواقنا نظنها غمامة راكدة فترة وتمر لكن سرعان ما تأخذ مشروعية الأمر الواقع أمام ضبابية الرقابة وترك الحبل على الغارب ،واجترار مبررات هي بمثابة ضحك على اللحى و الصمت أبلغ تعبير من الكلام ،عندما نكون منفعلين لا فاعلين ومنظرين لا عمليين… والمواطن المثقل بهمومه يحتاج من يسانده ويدعمه في محنته …أسئلة كثيرة مفتوحة على العدم في ظل جشع وطمع لاحد له يتسع باتساع الفقر والبؤس والبلاء
العروبة –حلم شدود