في الفترة التي احتل فيها نابليون مصر ، كان يحاول التقرب من المصريين ورجال الدين في الأزهر الشريف بمشاركتهم الصيام في رمضان ، لأنه أدرك أهمية هذا الشهر الفضيل ومكانته العظيمة لدى الشعب المصري .
والمسلمون على امتداد العالم يحتفون بقدوم شهر الصوم ويعدون له العدة ، لأنه شهر العبادة والرحمة ، وفيه يتقرب المسلم من ربه وتكثر الصدقات ، ويتناسى الناس أحقادهم ، وتجتمع العائلة على المائدة في مشهد تفتقده الكثير من الأسر في بقية أشهر السنة .
وتحلو سهرات رمضان التي تثير فينا ذكريات الأمس البعيد حين كنا نعيش المحبة ، ونلمس الطيبة لدى الآخرين ونفتح أبوابنا وقلوبنا للأحبة والأقارب ونتواصل معهم بصدق وحميمية ، بعيداً عن مواقع النفاق الاجتماعي والمجاملات الكاذبة والرسائل النصية الباردة .
واليوم تغيب عنا الكثير من طقوس رمضان وعاداته القديمة التي تربينا عليها ، فلم تعد ( سكبة رمضان ) التي يتبادلها الجيران وقت الإفطار موجودة كما كانت عليه من قبل ، لأن الجار بالكاد يعرف جاره أو يتعامل معه في زمن تباعدت فيه مسافات المودة بين الناس وقلت الألفة ، وشغل الناس بتأمين لقمة العيش ومتطلبات الحياة ، ومحاولة التكيف مع الأزمات المتلاحقة في وقت يسير فيه العالم نحو الرفاهية .
رمضان شهر المغفرة تفتح فيه أبواب السماء ، وتستجاب الدعوات ، لذلك ندعو الله أن يقي هذه البلاد شر أعدائها ، ويصون أرضها المباركة ، ويحمي جيشها العظيم .
سمر المحمد