ثمة مؤشرات في الحياة تبدو إرهاصات في دروبها , ومحطات رؤى في معطى تصورات هي زاد في مؤونة الأيام , ووميض ذكرى في تلافيف ثنايا الماضيات تفاصيل حيثيات …
أضواء الحافلة ( البوسطة ) المتوهجة منذ انبلاج الصباح حُزماً تختزن المدى , و أصوات هديرها يوقظ فساحة الفضاء , ويمتد حلم الفرج ركوباً بالحافلة ووصولاً إلى مدينة تلتحف بالإسمنت أبنية وثمة فطيرة … تلك الفطيرة المثلثة الأبعاد في مهارة الصنع الطافحة المتوردة الخد تطل بوجهها من صحن وقد تراءت قطعاً تفيض نداء على قدر حلم السفر اشتهاء إليها .
لكن الحلم يتقاسمه أمران : لذة في تناولها , ومرارة في مراقبة نحلة .. فعين على إجرائية حلم في صحن ومتابعة بحزم لنحلة تسابق أصابع , وبعد بعض لأي يعود للصحن بياضه … ربما مؤشر إلى معاناة متواضعة في سرحية حلم , وربما انتباه إلى أنه لا بد من لسع الأبر في قطاف ثمرة أو ملاوعة رغبة في متاعب أمل .
الفطيرة امتلاء المهارة في نبوغ الخير طيبات من نعم , وبراعة صنع في دسم أمانة من إتقان , فتراها , في صدارة الذاكرة حاضرة قيمة من موقف لمصداقية منتج على بساطة مكان من غير تكلف في كياسة محال , إنه صدق الإتقان في تجدد صدق ذكرى وموقف , واحترام حذاقة كل من يخطو على طريق الصدق في منتجه قولاً أو فعلاً يؤكد التجذر في متسع فن وعلوم وتقانة و إبداعات ومهن فتتجدد الذكرى حقيقة واقع ويغدو الجمال بوح احترام , إذ أعطِ القوس باريها , فنبوغ الأداء النوعي شهامة الخلق في مكارم قناعات الناس , حفاوة مرسل بمتلق وصانع منتج بمستهلك , ومخلص بمقدر فتتكامل لوحة الشهامة ريادة خلق بخلق أجل هي الفطيرة , لا بذاتها حلم طفولة , ومهارة وعي فحسب , وإنما يرمز به الدلالة ثنائية معنى ومبنى .
فصاحب قصة مدينتين «لتشارزديكنز» في مقارباته الواقعية في العصر الفيكتوري , ومنطلقة من أعمار الفقر والسعي الدؤوب للتعبير عن الذات قيمة حضور كثيراً ما كان يقدم مقالات و بأثمان بعضها يحقق حلم فطيرة في سعادة مأرب , ومتعة اشتهاء فيشتري فطيرة والباقي يعطيه لأبويه لكن الرغبة في الوصول إلى حيث ما يشغف الوصول إليه كانت بدايات معبدة بدوائر من شذرات الضوء ترسم على فساحة ما بين بصيرة في خَلده وتراب مندى بارتعاشات الخطا في مسالك دروبه .. لكأنها مؤشرات تحفيز لتحقيق منافع على جسر من التعب , وعصامية قطاف على نفح حبات من عرق على جبين تمرح أضواء الشمس على علاه شدو غنائية ذاتية عفوية التجلي في اغتباط الكسب تعاضد كد بكد , ولا سيما أنه كد العبقرية في استيلاء الطريق المبتكر .. الجديد النابه النابغ إبداعاً و ابتكاراً من صميم الذاتية المتفردة في صناعة المحتوى لسرح أفكار , ضفافها مثاقفة الذات والوعي الإنساني على مطلول المعارف والعلوم والفلسفات والبحوث و أصحاب القامات في مكين الفكر والتفكير ما اتسع المدى عبر رحابة الأعمار والظروف والقدرات ليغدو وفرح التمييز فرادة أنت في عقد قلائد من قامات , لهم الحياة ملعب , والدهر مركوز حضور في نتاجات … هي واحات حضور إلى ما بعد الحضور في دنيا العبور إلى حيث الحرف يقول على مدارج الأزمان , واتساع الصدى .
هذا المدى الأرحب في قافية الشعر يفسح للفطيرة مداعبة صديق مبدع لآخر مبدع ضمن مصداقية محبة ورحابة تقدير وكياسة اغتباط ما كان بين الشاعر إنتاجاً والذي كان يحب الحياة لتأتي الفطيرة بوقار مهارة صنعها , ودسم لذتها , ونضارة وجنتيها كرم الطائي في بهاء المحبة ولتغدو واسطة تواصل بين صديقين … لهما القوافي عرزال وشائج ودنيا محبة واحترام فتكون الفطيرة في صدارة التآلف غنج واسطة العقد على جيد ممراح فلدنيا التأمل في دنيا الحب والجمال كل القوافي وللهافات في مطالع المحبة عناق سعادة بسعادة خير التواصل على إيقاع ذاكرة وريادة موقف في مقاربة كل حلاوة من دبس الكروم عناقيد إلى فطائر الدسم حذاقة مهارة ومصداقية منتج في مدارات ذائقة ولقاء أحباب , وجميل مضمون هذين البيتين ما بين الوصف والاعتذار :
بفطيرتين كخد الورد لونهما
أو خد ليلى إذا استحيت من الخجل
كرمى لعينيك يا « جندول « نعذره
حب التواصل يغري الثغر بالقبل
نزار بدّور