زلزال الأسعار يفرغ جيوب المواطنين .. القدرة الشرائية معدومة و الرقابة شبه غائبة عن الأسواق والتجار يفرضون أسعارهم …
يبدو أنه من المقدر على المواطن أن يعيش الصدمات والأهوال يومياً “فلا ينام على هم قديم” كما يقول المثل ….
فما لبث هذا المواطن المقهور أن استفاق بعد كارثة الزلزال وتبعاتها حتى تفاجأ بزلزال من نوع آخر ( ارتفاع الأسعار أضعافاً مضاعفة ) للكثير من السلع الضرورية والمواد الغذائية والتموينية … فبدل أن تنخفض الأسعار ارتفعت و بقي المواطن لا حول ولاقوة له … فإلى متى ستتم المراهنة على قدرة المواطنين على التحمل ..خاصة وأنه لم يعد بإمكانهم إطعام أطفالهم سوى أيام معدودة مع انخفاض قيمة الرواتب قياساً بالأسعار الخيالية .
“العروبة ” قامت بجولة على الأسواق واستطلعت آراء المواطنين .. وسألنا عن كيفية تدبرهم لأمر معيشتهم وخاصة ذوي الدخل المحدود فكانت اللقاءات التالية :
أبو خالد “موظف” قال : ارتفاع الأسعار طال الكثير من المواد الغذائية الاستهلاكية مما جعل المواطن وخاصة الموظف غير قادر على تحمل أعباء وتكاليف شرائها رغم حاجته إليها …كيف سنتدبر أمور معيشتنا والراتب لا يصمد سوى ثلاثة أيام في وجه الأسعار الخيالية… فإلى متى سيحتكر التجار المواد لرفع أسعارها وهي موجودة في مستودعاتهم بحجة ازدياد الضرائب والرسوم على المحال وعلى قيمة المستوردات… وهل يعقل أن ترتفع أسعار الخضار ليصل سعر كيلو البندورة ما بين 2500-3000 ليرة والبطاطا 2000 ليرة والفول 6000 -7000 ليرة والليمون 2500 ليرة والملفوف 1800 ليرة ، والكوسا 3500 -4500 ليرة والخيار 2500 ليرة وكيلو الباذنجان 3500 ليرة ، والبصل وصل إلى 13000 ألف ليرة وسعر كيلو الزهرة وصل إلى 1700 ليرة والسبانخ 1800 ليرة…أما الفواكه فقد حلقت عالياً بعد أن وصل كيلو التفاح إلى 4000 ليرة وكيلو البرتقال 2300 ليرة …وكيلو الفريز 6000 ليرة والموز 9000 ليرة …
ناهيك عن أسعار المواد التموينية فهل يعقل أن يصل سعر كيلو الرز إلى 10 آلاف ليرة وهناك أنواع سعر الكيلو منها 16 ألف ليرة والسكر سعر الكيلو منه 7000 ليرة و سعر كيلو بعض أنواع السمنة النباتية 39 ألفا وبعضها يتراوح بين 18- 19 ألف ليرة وكيلو زيت الزيتون 22 ألف وسعر ليتر الزيت النباتي 18500 ليرة ..
أم تميم ” موظفة ” قالت: رواتبنا ضعيفة قياسا ً بالأسعار فكيف يستطيع موظف دخله الشهري لا يتجاوز 120 ألف ليرة إطعام عائلته المكونة من ستة أفراد .
هذا إن كان راتبه صافيا ً ولا يتم الاقتطاع منه نتيجة لسحب هذا الموظف “المعتر” لقرض علّه يساعده في تدبر أمور معيشته الصعبة .. وأضافت :
ازدادت تكاليف المعيشة بشكل مرعب وبات المواطن يتحدث مع نفسه فرغم محاولته استيعاب ما يجري لكن دون فائدة ، ولماذا لا يوجد تدخل واضح للجهات المعنية في ضبط الأسعار ومنع احتكار السلع والمواد واتخاذ القرارات التي تساهم في خفض الأسعار, وأشارت أن القدرة الشرائية للمواطن باتت معدومة فهل من المنطق أن يصل سعر كيلو الحليب إلى 3300 ليرة وكيلو اللبن 4500 ليرة، ونحن لم نتحدث عن الجبنة بأنواعها والتي نسيناها وماذا عن اللحوم الحمراء والتي وصل سعر الكيلو من لحم العجل والغنم إلى ما يزيد عن 60 ألف ليرة والدجاج وقد تجاوز سعر الكيلو 20 ألف ليرة ، والبيض أصبح من المحرمات على أطفالنا وباتت الكثير من العائلات تفكر قبل شراء البيضة التي وصل سعرها مابين 800-1000 ليرة ..
أم عروة قالت: وصل سعر كيلو العدس إلى 14000 ليرة والبرغل إلى 7 آلاف ليرة فحتى طبخة ( المجدرة ) التي كانت طعام البسطاء لم يعد بإمكانهم تناولها ، فماذا سنأكل وماذنب أطفالنا ونحن نشعر أمامهم بالحسرة لعدم قدرتنا على تأمين أبسط الاحتياجات لهم ؟.
بقي أن نقول:
لم يبق أمام المواطن المقهور فسحة أمل بانخفاض الأسعار وتحسن واقعه المعيشي فالصدمات تتالى تباعاً والجهات الرقابية تغط في سبات عميق ..فهل من حلول ؟ أم سنبقى ننتظر الفرج إلى ما لا نهاية…؟!
بشرى عنقة