عادت أزمة النقل إلى الواجهة من جديد بالرغم من تصدي المؤسسات المعنية لهذه الأزمة منذ عقود ويبدو أن هذا القطاع كان حقل تجارب لنظريات وحلول متعددة شهدنا خلالها إدخال مركبات وسائط النقل الجماعي الكبيرة والصغيرة سواء داخل المدن أو خارجها.
والزمن أثبت أنه لم تكن هناك حلول بعيدة المدى أو كما يسميها الخبراء حلولاً استراتيجية بحيث تستوعب التحديات المستقبلية لهذه العملية لا سيما التزايد السكاني في المدن والتوسع الجغرافي لها والتشبيك بين المدن أو مع التجمعات السكانية الناشئة في الريف بشبكات نقل مناسبة.
كل الشعوب المتقدمة استنبطت حلولاً فعالة لواقع النقل في بلدانها وقامت بتوطين تجارب عالمية لتحل مشاكل النقل الجماعي المتكاثف مع التطور الطبيعي للنشاطات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المدن في كل دول العالم.
إلى متى نبقى ننتظر ونراوح في إعادة اختراع حلولنا التقليدية التي صارت من الماضي ولا تناسب الحاضر فنحن نحتاج إلى ذهنية جديدة في تصميم شبكات النقل بشكل عام وتطويرها وإدخال وسائط نقل جماعي معاصرة ومتطورة بما يناسب واقعنا وبأيد وخبرات وطنية في مرحلة إعادة الإعمار التي ننتظر انطلاقتها في القريب العاجل.
منذر سعده