كان اللقاء الأول بالأستاذ شكري هلال في منزل جارنا هلال رزق سلوم ابن شقيق الشهيد رفيق رزق سلوم ،وقد زار شكري هلال جارنا بمناسبة توليه إدارة الثانوية التي تحمل اسم الشهيد رفيق رزق سلوم ،ولم يكن يعلم أنه هو أيضاً سيكون شهيداً وستكون هناك مدرسة باسمه وفي تلك السهرة الحميمية أهدانا المضيف هلال رزق سلوم –طيب الله ثراه كتابين من كتب الشهيد رفيق سلوم –عمه –هما :أمراض العصر الجديد وهو رواية، وحياة البلاد في علم الاقتصاد ،وأسمعنا أبياتاً من شعره حفظت البيتين اللذين رددهما الشهيد رفيق رزق سلوم وهو يتوجه إلى المشنقة التي نصبها لأحرار بلاد الشام المجرم جمال السفاح والبيتان هما :
قبلت حد السيف قبلة عاشق
وهتفت يا سلمى افرحي وتهللي
إن كان في موتي حياة ترتجى
للعرب أسرع يا حمام وعجل
وفي السهرة ذاتها قام الأستاذ شكري هلال بإهدائنا ديوانه الأول :
الضياع الحزين –المطبوع عام ستة وستين وتسعمئة وألف .
وعندما قرأت الديوان أكثر من مرة رأيت فيه الشعر القومي الحماسي الذي كان بعد ثورة الثامن من آذار وثمرة أدبية من ثمارها ،الوحدة ،الطبقات الكادحة ،الاشتراكية …موضوعات شغلت الشعر في تلك المرحلة ..وكنت قد قرأتها قبل ذلك في ديوان :موج البطولة لصابر فلحوط ،وأعاصير في السلاسل لسليمان العيسى .
بالإضافة إلى وجدانيات لطيفة .
يقول الشاعر شكري هلال :
بني وطني هبوا وكونوا صواعق
وكونوا رعوداً ترهب الأرض والسما
لقد آن للمستثمرين مماتهم
لقد آن للإقطاع أن يتحطما
أيحرم فلاح ويحرم عامل
فثوروا فإن الحق أصبح معلما
ومن إدارة ثانوية رفيق رزق سلوم انتقل الشاعر الشهيد شكري هلال إلى العمل الإداري الإعلامي فأصبح رئيساً لتحرير جريدة العروبة في حمص ،وكانت له أمسيات شعرية وخصوصاً تلك الأمسية في المركز الثقافي ،التي أقيمت بعد تولي الأستاذ سعيد العابد –طيب الله ثراه –إدارة المركز خلفاً للأستاذ الأديب ممدوح السكاف ، ومن رئاسة تحرير جريدة العروبة انتقل شكري هلال إلى إدارة مدرسة الإعداد الحزبي ،وصباح الثامن من أيلول عام ثمانين ،كان ذاهباً لإحضار ربطة الخبز من الفرن القريب من بيته ولكن رصاص الغدر الاخواني كان في انتظاره فسقط شهيداً !!
د .غسان لافي طعمة
المزيد...