لا أعرف لماذا تلح وتصر شركتا الكهرباء والمياه على إصدار فواتير وهمية غير حقيقية – بقيم مرتفعة تعادل عشرات الآلاف ما يجعل الضغط النفسي والجسدي يصل أوجه لدى مواطن يجد نفسه في كل مرة مراجعاً على كوات الشركتين المذكورتين، وسط رتل طويل عريض مايكشف حجم الاستهتار وانعدام الإحساس بحال هذا المواطن وبوقته الضائع وإلا ماذا يعني تكرار تلك الأخطاء بشكل متواصل وخلال فترات زمنية قصيرة والعثرة « قراءة العداد » التي لم تكن لتتم لو قام قارئو العدادات بعملهم المعتاد خاصة أنه لا يوجد عذر يمنع من ذلك ، وفي كل مرة تتطور طريقة تفسير المعنيين في الشركتين المذكورتين لهذا الأمر إلى درجة استغباء المواطن في اختلاق أعذار ما خلق الله بها سلطانا ، ولايكاد المواطن يخرج من عاصفة مراجعات لفاتورة كهرباء تقصم الظهر إلى أن يقع بمطب فاتورة مياه تعادل السابقة وتزيد وريثما ترجع المياه لمجاريها ويتم تسوية الفاتورة – إن تم ذلك- يكون المواطن قد وصل إلى النفس الأخير تعباً وجهداً جراء معضلة أو اختراع لم تتمكن شركتا الكهرباء والمياه من تجاوزها .
لايجوز أن تستمر تلك المؤسسات على هذا الحال ، فلتمعن في المشهد المتزاحم على كواتها …ولتستفد من التطور التكنولوجي الذي وصل إليه العالم في الأتمتة والدقة واحترام وقت المواطن الذي يدفع ثمن أخطائهم دون ذنب يذكر ، أم أن ثقافة الانتظار والتدافش على كواتها بات أمراً مستساغاً لديها ، يكفي المواطن تسمراً أمام محطات البنزين ومعتمدي الغاز والمحروقات ومراكز البطاقة الذكية وضغوطاته المثقلة بأعباء الحياة ومسؤولياتها، يكفيه ما فيه . نرجو التركيز …..
حان الوقت لقلب تلك الصفحة التي حفظناها عن ظهر قلب ولم نفهم فحواها والعبرة من تكرارها مرات ومرات .
العروبة- حلم شدود