نقطة على السطر.. شجون امتحانية

مع اقتراب موعد الامتحانات العامة ، تعيش أكثر البيوت حالة من الاستنفار التام ، حيث تلغى العلاقات الاجتماعية والزيارات ، ويتغير نظام البيت ، ويجد الطالب نفسه في جوٍ من القلق والتوتر ، وتمارس عليه الضغوط من قبل أهله ، ويتم التضييق عليه كي لا يبقى أمامه سوى خيار الدراسة ، ويعتقد الأهل بذلك أنهم يحافظون على وقته من الضياع ويدفعونه نحو تحصيل أكبر كمٍّ من المعلومات ليكون على أتمّ الاستعداد لمواجهة الامتحان ، لكنهم في حقيقة الأمر يدفعونه نحو الملل لأنه يشعر بأنه محاصر ومراقب في جميع تصرفاته وعدم وجود وقت للتسلية أو الترفيه يدخله في حالة من الحرمان وعدم التركيز ، كما أن الآمال الكبيرة التي يعقدونها عليه تحمّل الطالب عبئاً كبيراً فيشعر بالخوف والرعب ويصبح الامتحان بالنسبة له شبحاً مرعباً لأنه لن يتمكن من تحقيق رغبات أهله بالحصول على المجموع الذي يحددونه له ، لذلك على الأهل مراعاة مستوى ابنهم كي لا يدخل في أزمة نفسية أيام الامتحان ، وما نشاهده في قاعات الامتحان من حالات إغماء بين الطلبة وذعر وصراخ ، يؤكد حجم الضغط الذي يمارسه الأهل عليهم لأن الفشل مرفوض من قبل الكثير من الأهالي الذين تحملوا أعباء الدروس الخصوصية ليحصل أبناؤهم على أعلى الدرجات .
يحتاج طلابنا أيام الامتحان تحديداً للرعاية ، والإحاطة بالمحبة من قبل الأهل وزرع الثقة في أنفسهم ليخوضوا امتحاناتهم المصيرية بأمان وسلام ، ونستطيع غرس الطمأنينة في نفوس أبنائنا حين نؤكد لهم أن الحصول على العلامة التامة ليس الهدف الأول والأخير في العملية الامتحانية ، بل إن الإنسان الناجح هو من يتمكن من التميز والنجاح في الفرع الذي سيدرسه مستقبلاً أياً كان هذا الفرع ، ولنا عبرة في الطلاب المتفوقين الحاصلين على العلامة التامة في الامتحانات الأخيرة لكنهم فضلوا دراسة المجالات التي يحبونها بعيداً عن الطب والهندسة .
نتمنى لطلابنا النجاح وتحقيق أمانيهم لأنهم أمل الأمة ومستقبلها الزاهر .
سمر المحمد

المزيد...
آخر الأخبار