بعض الناس يواجهون مشكلاتهم الاقتصادية أو الاجتماعية ومصاعب الحياة اليومية تارة بالتأمل والتفكير الرصين المتعقل , وبذلك يهتدون الى المخارج والحلول , والبعض الآخر يواجهها بالغضب والانفعال والنقد الجارح الذي لايرحم , فلا يلتفتون الى عذر , وكأنهم بذلك يفصحون عن مقدرة فذة في الإمساك بالمشكلات المتنوعة ..
وما أكثر الأمثلة والشواهد التي نواجهها ونتحدث عنها .. إذ نجد الأكثرية يفكرون في صوت مرتفع في ميادين الثقافة والاقتصاد والإنتاج الزراعي ومشكلة المواصلات والتصنيع وحتى الحاجة المادية وغيرها من المشكلات ..
وأنت حين ترى هؤلاء ينظرون ويحللون تثني على مقدرتهم الجدلية وقوة حجتهم في الاقناع وفي استحضارهم لمجمل القضايا والحالات التي هم عرضة لها ولم يتعظ منها الناس على الوجه الأمثل ..
وتميل الى الإعجاب بأفكارهم وتقول في نفسك إن قطار الحياة لا يمر من خلفهم ولا يخلفهم في المحطات البائسة , بل هم في حالة حضور يقظ متابعين لا تنقصهم الحيوية بل إن صوتهم في الحياة يجعلها دافئة وحميمية ..
من خلال تلك الأذان المستمعة والعقل المنصف نقول : مازال هناك أناس أوفياء يهمهم النهوض بالمجتمع يقفون الى جانب الوطن يودون الكشف عن جراحه ومداواتها يساهمون في عملية الإنقاذ لهذا الواقع الصعب مع شجاعة قول الحق يقطع بصحته وقائع الحال ويكشف عن قوة تدعو للفخر والاعتزاز لمواجهة الأزمات التي نمر فيها .
إنها متابعة ميدانية يقوم بها رجال شرفاء يحملون حرارة الحياة ..
يحاولون أن يوقفوا النزف في وطن كان ومازال يطعمنا حين نجوع ويضمنا بحنان الى كيانه , وطن يحمل الصدق نفسه الذي أحمله أنا كمواطن شريف .. وطن سيجعل رائحة الغار والصنوبر تتدفق خلف نوافذنا لترحل سيول الليالي الحزينة الباردة التي ملأت روحنا ردحاً من الزمن ..
عفاف حلاس