نقطة على السطر ..توطين التعليم …!!!

أثيرت الكثير من التكهنات واللغط حول ماجرى في امتحان مادة الرياضيات في الشهادة الثانوية (الفرع العلمي).

الطلاب وحتى المتميزون منهم قالوا إن الأسئلة صعبة وطويلة وتحتاج إلى خمس ساعات وليس ثلاث حتى يتسنى للطالب التفكير والمراجعة والتصحيح.

لكن الوزارة وعلى لسان معاون الوزير تقول إن الأسئلة عادية وتراعي كافة المستويات،وإن كل ماقيل مجرد كلام لايقدم ولايؤخر،والمدة الزمنية كافية لحلها.

وإذا اتفقنا مع الوزارة في كل ما أعلنت عنه، لكننا لن نتفق معها في أن الأسئلة عادية وتراعي كافة المستويات، لأننا إن كنا نطلق مثل هذا الكلام فلابد أن نوفر نفس الظروف لكل المدارس من أكبر مدرسة حتى الصغيرة في أقاصي الريف.

فهل وفرت الوزارة متطلبات التعليم على سوية واحدة بالنسبة للمدارس؟؟

و هل وفرت الكادر التدريسي بنفس السوية ،-مع احترامنا لجميع المدرسين- ونحن لا نقلل من شأن أحد ولكنها خبرات وقدرات واختصاص ؟؟

هل تعلم الوزارة أن توطين التعليم والذي كتبنا عنه أكثر من مرة كان له مفعولاً كبيراً في تراجع مستوى التعليم في المدارس العامة وأصبح الطلاب يتهربون من المدرسة واللجوء إلى المعاهد الخاصة ؟؟

هل تعلم الوزارة أن الكادر التدريسي في ثانويات الريف مجرد (تمشاية حال)،اكتفاء ذاتي, مدرس مادة العلوم خريج هندسة زراعية أو غيرها ،ومدرس الفيزياء يحمل إجازة في الكيمياء فكلف بالفيزياء والكيمياء وهو لا حول ولا قوة له،ومدرس الرياضيات يغالب النعاس في حصص المدرسة ،أو ربما يدعي من أجل الخصوصي في المنزل وغيرها ..؟؟

تقول الوزارة إن هناك أسئلة خاصة للأذكياء ،فهل يقتصر الذكاء على طلاب المدارس الكبيرة في المدن مثلاً؟؟،التميز موجود في كل مكان حتى في الثانويات بالمناطق النامية ويمكن أن تصعب عليه الأسئلة عندما يفاجأ بطلبات في مسائل لم ترد معه في منهاج الثانوية أو مرت دون أن يعيرها المدرس ،بعلم أو بدون علم اهتمام،أو ربما تركها للخصوصية لأنه كل شيء بثمنه..!!

لقد ذهبت هيبة التعليم العام الذي نفاخر به إنه مجاني،والأهل بين مشكك ومتماشي مع واقع الحال ،انخرطوا في التقليد فأصبحوا يحسبون في نهاية العام المبالغ المالية التي دفعوها للمدرسين ويقارنوها بالنتائج التي حصل عليها أبنائهم ظناً منهم أن النتائج تكون على قدر الدفع ومن يدفع أكثر يحصل على نتائج أفضل وكأن المسألة بيع وشراء وليست قدرات وعقول..!!

عادل الأحمد