منذ خمسين عاماً زرتها في رحلة مدرسية , والأسبوع الماضي زرتها ، بين زيارتي الأولى وزيارتي الثانية نصف قرن ..!!. القدموس الجميلة ، درة المصايف السورية تغيرت كثيراً وكلما أوغلنا في الزمن نحو المستقبل تصير القدموس أكثر جمالاً وإشراقاً وصخباً جميلاً يرمز للحياة والحضارة.
تتربع السلسلة الجبلية على الطريق الواصل بين مصياف وبانياس . لها حدودها مع منطقة الشيخ بدر جنوباً ومحافظة حماة شرقاً تبعد عن طرطوس التي تتبع لها خمسة وستون كيلو متراً .
تحيط بها الطبيعة الجبلية الخلابة من كل جانب وهي مركز منطقة وتتبع لها سبعون قرية ومزرعة .
سميت بهذا الاسم نسبة إلى الإله الفينيقي قدموس فيها مواقع أثرية كثيرة مثل قلعة القدموس وقلعة الكهف وتشتهران بأدراجهما الحجرية ، وفيها مبانٍ أثرية وكهوف تمتد إلى العصور القديمة .
وتمتلك مناطق تنتظر الاستثمار السياحي لأنها في الجبال والسفوح وهي باذخة الجمال مثل جبل المولى حسن وجبل القضبون .
صحيح أن المطاعم تنتشر في بعض ربوعها ولكنها لا تزال محدودة قياساً إلى هذا الجمال المثير للطبيعة .
غابة الصوراني على بعد عشرة كيلو مترات من المدينة – فيها نهر وسد الصوراني- تأخذ بألباب الناس ، جبال خضراء ومياه جارية ، والأهم ناس طيبون بسطاء ولعلنا في مناسبة أخرى أو مناسبات نزور غابة الشعرة وغابة حمام واصل وغابة جبل القدموس وبنت النبع ( كاف الجاع ) … ترتفع القدموس عن البحر أكثر من ألف متر… غيوم وطقس معتدل ، بارد إلى حد ما ليلاً ، ونحن في عز الصيف كما يقال .
المقرمدة ، القرية الأكثر جمالاً ، تحيط بها بساتين الأرز والصنوبر والتفاحيات وفيها ينابيع ( فسقين ) و( سرميني ) و( عين الضيعة ) ونبع عين المجوية ونبع الريحان و فيها الدكتور عبد الناصر حرفوش ، رئيس مجلس الأمناء في جامعة الأندلس ، نجل الشاعر والأديب المرحوم حسين حرفوش .
ولعل الواجب يقتضي أن أذكر أنني أقمت في القدموس يومين ، مع وفد اتحاد الكتاب العرب بدعوة من جامعة الأندلس.
الجامعة التي نظمت مهرجان القصة السورية ، ويقول أبناء المنطقة إن هذه الجامعة بأبنيتها الجميلة وطرقاتها الحديثة وحدائقها الغنّاء وتوفيرها لآلاف فرص العمل ، تعتبر إحدى معالم منطقة القدموس .
ولا أنسى زيارتنا ، الأديب الشاعر علي الجندي في الخوابي التابعة لمنطقة الشيخ بدر ، والشاعر محمد محمد رجب في التلة التابعة للقدموس للاطمئنان عن صحتيهما وقد بلغا من العمر عتيّا ، أمد الله عمرهما بالصحة والعافية .
وأمام تأكيد أهلنا في القدموس وجامعة الأندلس أن الزيارة يجب أن تتكرر وأن مهرجانات الثقافة والأدب يجب أن تكون سنوية ليس لنا أن نقول لهؤلاء جميعاً :
إلى اللقاء … عندكم تلتقي الثقافة والوطنية بالجود والكرم والعطاء .. والعمل الجاد للنهوض ببلدنا نحو العزّ والحضارة …!!.
عيسى إسماعيل