الاختراعات والتقنيات الحديثة،وجدت لإراحة البشر وتسهيل وسائل تواصلهم عبر المسافات الشاسعة ولنقل الأحداث لحظة حدوثها.
وطبعا لكل اختراع حسنات وسيئات، وما يجعلها تميل إلى هذا أو ذاك هو النية والضمير والأخلاق ،وهنا إما أن تكون عزفاً يدخل الطرب إلى النفوس أو نشازاً ينفر منه الجمهور وينبذونه.
اختلفنا حول تعريف صحافة الموبايل مثلا، ولم يوافقنا كثيرون عندما قلنا إنها صحافة الشارع أو صحافة المواطن،وأصروا على التسمية,وفي أيامنا هذه أصبح الموبايل أهم من الأكل والشرب،هذا يعني أن كل من يحمله هو ناقل للحدث،وقالوا الكلام صحيح ولكن ما يميز صحافة الموبايل كتسمية هو الضمير وتبقى المواقع الحكومية هي الأكثر مصداقية.
الضمير،وهنا بيت القصيد و الحكم ،والضمير يعني المسؤولية ..مسؤولية الموقع أو الشخص عما ينشره,وما نتابعه اليوم في أغلبه نشاز مقزز لأن هدفه وغايته التلاعب بمشاعر المواطنين وبحاجاتهم اليومية التي تحجمها القدرة الشرائية لانخفاض الدخل.
وفي الفترة الماضية، ومنذ أن انتشرت شائعة زيادة الرواتب والأجور،نصب الفيسبيكيون أنفسهم على أنهم هم أصحاب السبق عبر نشر أخبار صغيرة طالبين من المتابعين التعليق والتنقيط واللايكات وغيرها لتصلهم الأخبار الطيبة وغيرها كموعد بدء دورة السكر والرز والتسجيل على دفعات …المازوت وغيرها ليكتشف المواطن في النهاية إنها مجرد هراء لا وجود له.
ولعل الشيء الوحيد الذي حققه هؤلاء الجهابذة،هو الارتفاعات المتتالية في الأسعار مع كل فورة فيسبوكية لدرجة تدفعنا للقول إن من يعملون بهذه الصيغة من التجار أو ممن يعيشون في كنفهم وبتمويلهم ..!!
إشاعات كثيرة نشرت حول زيادة الرواتب والأجور، وجرى خلفها أعداد كبيرة من أصحاب المعاشات،وحتى الكلام من الحكومة ومن أعضاء مجلس الشعب والمواطن ينتظر الفرج والفرح ولو كان ليومه لكن كل ما ناله هو المزيد المزيد من الحاجة وضيق ذات اليد.
ويستمر المسلسل دون رادع أو ضمير الذي لا يمكن الحديث عنه عندما يتعلق الأمر بالمادة ومغرياتها التي أسقطت الكثيرين في مستنقعاتها الآسنة وهم لن يتراجعوا حتى لو غرقوا فيها.!!!
عادل الأحمد