تحية الصباح  .. في “الشعيرات” …!!!

 

زرتها مرات كثيرة ،لكن زيارتي لها الأسبوع الماضي ،ستبقى في ذاكرتي إلى أمد بعيد ،لأنني شاركت في تأبين شاعر عاش حياته مع الكلمة والحرف ،وكان زاهداً في النشر ،وهو زميل معلم للغة العربية ومن عشاقها ، انه الشاعر محمد شاهين رحمه الله تعالى .

عاش متنقلاً بين بلدته الشعيرات التي  تبعد خمسة وثلاثين كيلو متراً عن حمص إلى الجنوب الشرقي على الطريق المتفرع عن طريق الفوسفات الجديد مروراً بالفحيلة والروضة والرقاما والمنزول وصولاً إلى الشعيرات .وعلى جانبي الطريق حقول على مدّ النظر للوز والكرمة والزيتون .

لقد عمل الراحل في عدة مدارس في مدينة حمص ،قبل أن يعود ليمضي العشرين عاماً الأخيرة في بلدته،بين الأهل ورفاق الطفولة وحقول العنب واللوز …!!غير أنّ صفة “الشاعر “لازمته أينّما حل .كنا نسمعه في المناسبات الوطنية والقومية ،في مدارس حمص ،ونعجب لهذا الصوت القوي  ،فكأنما تخصص في الشعر الوطني والقومي .

وعلى الرغم من أنّه كان قلماً ينشر قصائده ،غير أننّا قرأنا له بعضها في صحيفة العروبة وجيش الشعب.

في الشعيرات يحتفون بالشعراء , وهذه ظاهرة قد تكون موجودة في بلدنا , لكنها في الشعيرات أصبحت تقليداً يحتفي بالشعر , فتراهم يقيمون حفلات تأبين لشعراء البلدة , حيث يجتمع الشعراء والأدباء ليقولوا كلمة حق في هذا الشاعر الراحل أو ذاك فقبل عامين شاركت أيضاً في تأبين الشاعر المرحوم مازن بلال .

أنت في الشعيرات .. من أين قدمت ومتى قدمت فإنك تشعر أنك بين أهلك وأقاربك .. الكلمة الطيبة ديدنهم والمودة والكرم من صفاتهم المتوارثة منذ نشأت القرية قبل مئات السنين .

واللافت أن في الشعيرات كثيراً من الشعراء وهذا مالم أره في بلدات كثيرة زرتها .. ربما لأن التعليم والمدارس وبالتالي انتشار القراءة منذ عقود كثيرة هو سبب ذلك .

تبقى كلمة نهمس بها , بعد أن قرأنا ديوان الراحل محمد شاهين وهو أن تنشر أعماله وهي عدة دواوين مخطوطة فيها قصائد وطنية وقومية ووجدانية وتؤرخ لانتصارات الوطن وأحداثه الهامة ومنها قصائد اجتماعية فيها دعابة وسخرية .

رحم الله الشاعر محمد شاهين .. وألف شكر لأهلنا في الشعيرات .

عيسى إسماعيل

 

المزيد...
آخر الأخبار