يعد الإعلام بكافة أشكاله المرئية والمقروءة والمسموعة من أقوى وأخطر القوى الناعمة التي تؤثر في الفكر الإنساني وله دور هام في زرع مفاهيم الحب والكراهية والخير والشر ولعلنا نحن كسوريين لنا تجربة مريرة من دور الإعلام المضلل التخريبي الذي رافق الحرب المدمرة التي شنت على بلدنا الحبيب سورية وحملات التضليل والأكاذيب التي كانت تنشر في كل المواقع والمحطات الإعلامية المعادية .
واليوم وبعد أن انتشرت وسائل الإعلام الشعبي أو ما يسمى مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر خطورة وذلك بسبب كثرتها وسهولة الوصول إليها وخصوصاً تلك التي تحمل أجندات عدائية تستغل من خلالها الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي نجمت عن الحرب الظالمة وغير الأخلاقية على سورية عبر خطاب هابط مليء بالألفاظ الساقطة بعيداً عن الأخلاق هدفه الأساسي النيل من دولتنا أو استهداف أشخاص وطنيين أو أصحاب مركز اجتماعي وهذا الأمر لا يقل خطورة عن الإرهاب.
وللتذكير إن هذا الأمر لم يتم بالصدفة أو نتيجة تطور مفيد للبشرية بل هو مدروس ومخطط له منذ أكثر من قرن ونصف على لسان الحاخام اليهودي (راشورون) في خطاب ألقاه في مدينة براغ عام ١٨٦٩ حيث قال : “إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية ”
وللتذكير أيضاً عندما طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية في حينها تخصيص أكثر من ٣٠ مليون دولار أمريكي لصنع برمجيات لدعم الإرهابيين في سورية وتشفير مكالماتهم وتحركاتهم ليصعب على الأجهزة المختصة متابعتهم وكشف أعمالهم.
الإعلام سلاح خطير ودوره تخريبي ومدمر إذا لم نحسن استخدامه وخطره الأول هو ترك جيل من الشباب ومن هم تحت سن الرشد دون مراقبة أو متابعة أو توجيه والأخطر من ذلك هو ما يبث حالياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمحطات الإعلامية المعادية لبلدنا الحبيب سورية ومايتم نشره من أكاذيب وأحداث وتصوير مشاهد مزيفة الهدف منها التأثير على الرأي العام المحلي وإثارة القلق والتوتر .
وهنا لا بد لي أن أقول علينا الابتعاد عن المنصات المعادية لبلدنا وعدم تصديق أو نشر ما يتم فيها من أكاذيب غايتها وهدفها الأول نشر الفوضى وإضعاف الشعور الوطني وعدم الثقة بقوتنا لأن هذه المنصات تم إحداثها فقط لهذه الغاية وكلنا ثقة بأن العديد يعرف ويدرك ذلك جيداً.
مغيث إبراهيم