خريجة لغة عربية ، خاضت عالم الأدب بكتابة الخاطرة والشعر النثري ، دخلت قلوب الناس ووجدانهم كونها تكتب بصدق وإنسانية إذ لامست الوجع العام ..هنادي أبو هنود كاتبة واعدة في عالم الأدب .. كان لـ “العروبة” وقفة معها..
وردا على سؤالنا عن المواضيع التي طرحتها في كتبها الصادرة قالت :
اتجهت إلى المواضيع الوطنية ومن ثم العائلية .. كتبت عن الوطن الحب ، الأب ، الأم ، المرأة ، الرجل ..
وكنت عندما أنشر مواضيعي وخواطري ويقرؤها الناس ليقول لي أحدهم ” كأنك تكتبين لي ” .. لأنني أعبر عنه وألامس وجعه الذي هو جزء من وجعي وجزء من الوجع العام
وعن كيفية تعبيرها عن الألم الإنساني بشكل عام قالت : عبرت بالكلمة الصادقة النابعة من جرحي ووجعي ومن أعماق قلبي ، ومن إحساس بالألم والقهر الذي يعيشه كل إنسان ، فالمشاعر الإنسانية موحدة ، كل ذلك أصيغه بكلمة واضحة تحتوي على صور رقيقة لطيفة بسيطة .
وأضافت متحدثة عن مثلها الأعلى في الكتابة ، والذين استفادت من إبداعهم : كانت الأديبة نهاد شبوع مثلي الأعلى في عالم الأدب كان نثرها صافياً وكلمتها شفافة نقية ، وهذا ما تناسب مع روحي ، كما تأثرت بعمالقة الشعر والأدب مثل الشاعر نزار قباني في نثرياته ، كما تأثرت بأدب المهجر كونه أدباً إنسانيا وجدانياً صافياً ، وقرأت للأديب جبران خليل جبران ، ثم استفدت من قراءاتي ودراستي الجامعية للأدب العربي …ومن ثم ارتيادي لاتحاد الكتاب العرب ورابطة الخريجين الجامعيين والمركز الثقافي .
وحول رأيها في تقسيم النقاد للأدب ما بين أنثوي وذكوري قالت :طبعاً لست مع هذا التقسيم ، فالأدب أدب سواء كتبته امرأة أم رجل ، الأديبة أحلام مستغانمي كتبت رواية ذاكرة الجسد بلسان رجل ، وقت أبدعت حتى اعتقدت أن الكاتب رجل والشاعر نزار قباني عبر بصدق وإبداع عن مشاعر المرأة ، فلقب بشاعر الحب والمرأة .. إذن فالكل يحمل رسالة للإنسانية عامة..
وحول أسلوبها الخاص وهل يحتوي على نفحات أنثوية قالت :
طبعاً هناك بعض النفحات الأنثوية ولكن ليس تصنيفي بل بمعنى الرقة والشاعرية المنسوبة إلى الأنثى ، والتي ربما يجيدها الرجال ، إذ إن خلت النفحات الرقيقة من الأدب لم يعد أدباً..
وعن عناوين كتبها الصادرة قالت : الكتاب الأول ( ومرت الأيام ) صدر عام 2008 ، الكتاب الثاني صدر عام 2010 وحمل عنوان ” كلام…كلام” وهي كتب تعد وثيقة تحفظ فترة مهمة وجميلة من حياتي ، ومخبئاً في ذاكرة الأيام ، وقد جرى توقيع الكتاب الأخير في نادي الرابطة الأخوية عام 2010 وألقى كلمة التوقيع الدكتور الأديب اسكندر لوقا..
كلما مر العمر تزداد التجارب الأدبية خبرة وعمقاً ، تحدثت عن ذلك قائلة :عاصرت خلال حياتي الأدبية السلم ثم الحرب التي صقلت تجاربي وأعطتني خبرة جميلة أفتخر بها في تقديم أدب مقبول يحبه الجميع ، وأن يبقى هذا الأدب الذي صقلته الأيام وثيقة للزمن وشاهداً على العصر .
وحول رأيها بأدباء جيلها قالت :أدباء جيلي فيهم الجيد والوسط والضعيف ، فيه الكلمة الهادفة والكلمة العادية ، هكذا هي الحياة في كل زمن ، والأيام كفيلة بأن تغربل وتفرز وتخلد الجيد فكثير من الشعراء زامنوا المتنبي اندثرت أسماؤهم وبقي هو ،وكثير كان مع نزار قباني ذهبوا هم وبقي هو ..
وتقول أخيراً حول اختيارها للنصوص إن كانت طويلة أم موجزة :
لكل مناسبة قصية طويلة كانت أم قصيرة ، فالأدب لايقاس بالمتر لأنه وحي وإلهام ، فبمقدار صدقه وبساطته وجودته سيتقبله المتلقي .
عفاف حلاس