لا يوجد خطط متكاملة لتحصين أراضينا من خطر الحرائق التي تتربص بالزرع والضرع ، خاصة في هذا الفصل الحار الذي يوصف بـ « الصيف كيف « والكيف لا يعني أبداً أن تقصد مكاناً حراجياً على سبيل المثال فيه صفاء روح وذهن ، ( ماء وخضار ووجه حسن ) تنعم بأجوائه وبظل أشجاره الحراجية تأكل وتشرب بدون دفع ضرائب ترفيه وتكييف وتبريد .. أو تقيدك بمكان متر بمتر وبعد هذا تغادر تاركاً شرارة حريق ، أعقاب سكائر ، فحم أراكيل ، أو شواء .. وما شابه من مخلفات استهتار وفوضى وقصور معرفة وثقافة في الحفاظ على البيئة والممتلكات العامة هذا إذا أخذنا الموضوع بحسن نية ودون سابق إصرار وعمد وقصد الإيذاء طمعاً في التحطيب والتفحيم ( استثمار خشب الأشجار في صنع فحم الأراكيل والشواء ) .
وإذا انتقلنا إلى الضفة الأخرى والتي هي أكثر إيلاماً ووجعاً وهي حرائق المحاصيل الزراعية كرمة ، زيتون ، قمح ، فهذه غلال سنوات طويلة من التعب والشقاء قضى فيها الفلاح سنوات عمره يفلح ويزرع ويسمد الأرض لتنتج زيتوناً – مثلاً – عمره يتجاوز خمس سنوات وبدل الحصاد يذهب تعبه وشقاؤه برمشة عين وتقيد الدعوى ضد مجهول والتعويض على الله يعني ( انس) والمراجعات والأخذ و»الهات «عبارة عن إضافات لا تجدي ولا تخرج سلتك منها بعنب أو زيتون وإنما بوجع قلب وتعب وركض ، ومن « تكون يده بالماء غير الذي يده بالنار » وفق ما يقارب المثل الشائع …
ما يدعونا لهذا الكلام هو أن موضوع الحرائق بات الحدث الساخن الذي تتناقله الألسن خلال فصل الصيف وبحاجة لمراجعة ومتابعة ووضع النقاط على الحروف , فإيقاف سرعة زحف النار يتم بعد أن تكون النار قد أكلت الأخضر واليابس إضافة إلى صعوبة مواجهة الحرائق نتيجة نقص المعدات وعدم اعتماد الخطة الملائمة كلها تساهم في صب الزيت على النار وتقيد القضية ضد مجهول ما يفاقم الوضع ويزيده سوءاً يتحول خلالها الفلاح «الضحية» إلى مستغيث من الرمضاء بالنار … وجهود رجال الإطفاء مشكورة لما فيها من جهد ومخاطرة .. لكن درهم وقاية خير من قنطار علاج ، ليكن موضوع الحرائق حاضراً في ذهن المعنيين والاحتياطات حاضرة وليكن لدينا هم قائم على احترام جهد الفلاح وتعويضه ولو بالحدود الدنيا عن خسائره التي لا يد له فيها .
وليكن موضوع الحرائق محاطاً بالانتباه الكامل ،علّ الوعي والمنطق يدركان حقائق خافية عن الأعين .
العروبة – حلم شدود