يحكى أن تاجراً ثرياً وجد في طريقه مصباحاً سحرياً ، فركله برجله ولم يأبه به لكن مارد المصباح خرج من مخبئه وقال للتاجر : اطلب ماتريده يا سيدي
فأجابه التاجر باستعلاء : اطلب أنت ما تريده !!
هذه الحكاية على بساطتها تظهر المستوى الذي وصل إليه بعض التجار من الثراء الفاحش ، بعد أن ملكوا الأسواق وتحكموا بلقمة العباد ، وفضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة السواد الأعظم من أبناء الشعب الذين يعانون بشكل يومي من فوضى الأسعار دون ضابط حقيقي يلجم فئة تتوارث إفقار الناس ولا تجد من يقف في طريقها .
المواطن مل الوعود ، والحديث المستمر عن إجراءات إسعافية ما عاد يدغدغ مشاعره ، لأن جولة صغيرة في الأسواق اليوم تؤكد أنه لم تبق سلعة في السوق لم يرتفع سعرها ، رغم التصريحات المستمرة بتثبيت الأسعار .
لسنا بحاجة اليوم إلى الكلام ولغة التسويف لأن الضمير المستتر لدى حيتان الأسواق يستوجب إعلان الحرب عليهم ومنع الاحتكار ، وتوفير السلع الأساسية للمستهلك بما يرضي الأذواق والجيوب .
نحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى دعم القطاع الزراعي والصناعي ونشر ثقافة ( التنافس ) بين القادرين على تأمين السلع بسعر أقل وجودة أفضل ، لتبقى لقمة المواطن خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه أو التلاعب به .
قيل : الضمير الحي أنعم وسادة يمكن للإنسان أن ينام عليها ، فعلى أي وسادة ينام أولئك الذين اعتادوا مص دماء الفقراء والكادحين من أبناء الشعب .
سمر المحمد
المزيد...