تخبرنا كتب فقه اللغة أن كل كائن في جوفه روح ، فهو نسمة ، وتخبرنا المعاجم أن النسيم الريح اللينة ، والطيبة ، والنسم نفس الروح والجمع أنسام ، وفي كتاب الحياة ، نحن كذا نسمة في متسع العدد ، وفي مضمار منطق الوجود كلنا ضيوف على هذه الأرض الطيبة .
إن تقميش اللغة لمفرداتها توحي بكثير من مكامن الدلالات ضمن أنساقها وكثير من جماليات في تعاضد حروفها توكيداً لمعنى في سمت دقته . وجمال المرء كامن في مدى مقاربة حضوره نسمة، عبقة موشاة بدلالة الطيب نفحاً في تأمل وعي ونمط سلوك ، وسداد موقف وبراعة قيمة مضافة عبر تكاملية خطواته مع ترداد أنفاسه ، وزاده فيض انتباه ، من غير استعجال ، أيا كان حضوره ضمن صعد الحياة أو منعرجاتها أو منعطفاتها فالثابث الإنسان ، النسمة والمتحول الحضور العابر من مكان إلى آخر ومن حال إلى غيرها.
وبداهة الدليل ولادته إنساناً ، ومساره هكذا ، والمسار الحتمي له ثبات هذا البعد الإنساني توصيفاً، وسردية قال وقيل ضمن حصيلة زمانه في مساحة عمره وتقلبات ألسنة تقص سعة كلام من غير جهد في إعمال تفكير ، إذ الكلام أخبار وذكريات ، لا دراسات ليس علوماً وآفاقاً من غنى تحليل .
أجل وجود الإنسان رسالة تتجاوز قده المكثف جسداً إذ « فيه انطوى العالم الأكبر»
هذا يرسم جماليات الحضور شفافية إطلالة ، سقياها صفاء الوعي ، وتجذر الثقة بالنفس امكانات وطاقات وقدرات ، لا مواقع عمل فحسب فقوة التعبير عن « الأنا » الكامنه في دهش محتواها المصقول بالعلم والثقافة والخبرات والمهارات حتى ليبدو الحضور كياسة في مدارات إشراقاتها تعلم وتبنى من غير استقواء بموقع أو مفردات مؤشرات يقول العمل ضمن محدداته فيها حيثياته إن السعة في امتلاء الذات غنى من جهد عصامي الكد والتعب في فرادة التحصيل برفع سوية التواصل والاتصال بين المرء وغيره ، مدارج رقي ، ذلك رصيد قناعات تعبه ، وسوار ذلك أصص تتفتح ورودها من إشراقات معارف كعلوم ونظريات وعبقريات فهم لأنماط سلوكية ، مرجعيتها خبرات عقول ، وتجارب بشر ، وثراء أبحاث ، هي مرايا مصقولة ضمن لقاء الإنسان بالإنسان ، وهذا يدفع بالمرء صوب تمكين حضوره مرجعاً مثقفاً في أداء عمل ، وجمالية حضور من غير استقواء بمفردة من مفردات محددات العمل ، إذ بوعي المحبة وبناء مداميك الالتزام ثقافة مبادرة وحب لأداء نوعي يكون الهدف ، وتتحقق … الغابات
إن يفاعة الشباب وفق حماستها ، وإمكاناتها وفق شرط العمر ترى اليافع يقدم ظاهرة صوتية أو ساعدية تعبيراً عن موقف غير متوافق معه لكأن ذلك يوازي مستقوياً بمحددات أو مؤشرات عمل ليمّكن سطوة حضوره ما أجمل الحزم ضمن نشر ثقافة العمل زاداً ورسالة تميز ! وما أجمل هدوة الملكات العقلية في استكانة كل رزانة! إن طبيعة النفس لا تأنس إلى القسوة الآتية أشبه بريح هوجاء بل تأنس الى نسمة عليلة تهدهدها بل تجعل صاحبها أقرب إلى يد الوسن لشدة رقتها ، شأن ذلك سقسقة الماء في جدول يمر على شفاه الضفاف متكافئه وروداً، وليس أشواكاً هكذا العمق المعرفي في كياسة التواصل يرفع قدر المرء مناقب وسجايا تعزز مفردات الحديث عنه ، حتى لتبدو الكلمات أشبه بوجنات مضمخة بامتلاء الطاقات الإيجابية من غير شحوب ، وتراه يرقد كلما صعدت إليه وقامة ليصبح حضوره لديك نسمة عليلة تميس من أعالي الجبال هي صقيل غنج ما بين رحابة فضاء واتساع مدى.
والعاقل يعرف النائب من المتحول فلا يقدم المتحول على سابقه إدراكاً حتى لا يربح حضوراً عابراً في مكان ، ويخسر كينونة حضور في دلالة وجود ، وبذلك لا يكون شريكاً ومضارباً في آن ، بل تراه واحة محبة واخضلال تآلف وحزم نجاح في تجذر ثقة وغنى نجاحات فرح قطافها جهد الجميع في مطالع الأيام ومتاعب الكدح وسعادة كل انتاج.
نزار بدور