تحية الصباح ..شعبنا يتفوق ويبدع

اعذروني إذا كنت لا أستطيع أن أنسى خطة السيئ الذكر – بندر بن سلطان – التي كانت ترمي الى تدمير وطني سورية وجعل دولتنا دولة فاشلة , كما قال هو وابن عمه الهزاز – بعد أن رضعا حليباً صهيونياً صافياً كانت آخر جرعة في مزرعة – آل بوش – في – روكفلر – التي أقام فيها بندر طوال وجوده سفيراً في الولايات المتحدة الأمريكية .
صحيح أنه مضى على إعلان هذه الخطة تسع سنوات بعد طبخها في مطابخ الصهيونية وصحيح أن السيئ الذكر – بندر بن سلطان – يقبع في قرية اشتراها في بريطانيا مما يدل على أن مملكته هي الفاشلة لكنني لا أستطيع أن أنسى تلك الخطة الاستعمارية لأنها هددت في وقت من الأوقات وجودنا الإنساني والوطني والحياتي .
ومازالت بعض آثارها القذرة تطل علينا أحياناًَ , هنا وهناك . وإذا كان من طبعي أن أرى النصف الملآن من الكأس فإن ذلك لا يمنعني من رؤية النصف الفارغ ولكن بعد التمتع بالنصف الملآن والتأكيد عليه , والعمل على زيادته ليتجاوز النصف ويصل الى الكل .
فسورية مازالت حاضرة في كل المنظمات الدولية وفاعلة وليس مجرد حضور وإذا كان بعض الأعراب قد علقوا عضويتها في الجامعة العربية البائسة فإن هذا التعليق لم يضعف وطني سورية لأن هذه الجامعة مصابة بهشاشة العظام وفقر الدم وضعف الرؤية , ولدولتي سورية من الحلفاء والأصدقاء ما يزيد عن نصف العالم في هذا الزمن .
والدولة السورية ظلت حاضنة لأبنائها مسؤولة عنهم مسؤولية كاملة حريصة عليهم حتى في أحلك الظروف وأشدها فكانت ترسل رواتب موظفيها الى المناطق التي خضعت فترة لسيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة بل كانت تزود سكان هذه المناطق بالخبز من أفرانها وبالمواد التموينية من مؤسساتها ومستودعاتها ولم تنظر إليهم إلا أنهم مواطنوها , كما ظلت دولتنا السورية حريصة على انجاز كل ما يطلب منها في وقته من الاستحقاقات الدستورية الى الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية الى الطقوس المدرسية والجامعية وحتى أبسط واجب ثقافي أو اجتماعي .
وإذا كان الحصار الظالم الذي ينفذه الغرب على وطني سورية قد أبرز قليلاً النصف الفارغ من الكأس فصار من يسمع أغنية – هذه الجره الملآني – محبة وغناني – يحسبها : جرة الغاز ومن يتأمل كثرة المقاهي وأماكن بيع علب السجائر ومستلزمات النراجيل يظن أنه لا عمل لنا غير القعود والتدخين والأركلة لا إن شعبنا السوري مازال يزرع ويحصد ويغرس ويجني ويدرس ويتفوق ويؤلف ويبدع ويخوض المعارك المشرفة وينتصر على الإرهاب وداعميه شاء الحاقدون أم أبوا , ولذلك لسنا دولة فاشلة !!