أجمل لحظات العمر لدى المزارع عندما يبدأ بقطاف أولى ثمرات أرضه البكر العابقة بالخير والعطاء يترافق ذلك مع أهازيج خاصة لموسم حصاد القمح والشعير والعدس وغيرها ، أو جني محصول الأشجار المثمرة يتردد صوت صدى أغنياته في أرجاء الحقل ..
إذ أن الأرض تعد الحبل السري الذي يمده بعناصر الحياة والاستمرار في العيش وتأمين موارده ومؤونة سنته صيفا ً وشتاء ً ..
لكن مابات ينغص عليه انتشار الحرائق التي تلتهم أراضيه الصالحة للزراعة وذلك منذ بدء مواسم الحصاد وجني الثمار، قد يكون سببه أشخاص مستهترون غير مبالين بتعب المزارع عاما ً كاملا ً ، يقومون برمي أعقاب سجائرهم المشتعلة وبعد ذلك يكيلون الاتهامات للأجواء الحارة التي تمر بها البلاد ، مع أن شمس الصيف منها براء في أكثر الأحيان، ربما يلعب دورا ً في اشتعال الحرائق ضعف الجاهزية ، وقلة الاستعداد للتعامل معها بسبب نمو مضاعف للأعشاب الضارة واليابسة والتي تحولت في بداية الصيف إلى هشيم سريع الاشتعال لتخرج عن نطاق السيطرة ملحقة أضرارا ً فادحة بالمحاصيل الزراعية .
ورغم أن السوريين استبشروا خيرا ً هذا العام بهطول أمطار غزيرة إلا أنها انقلبت وبالا ً عليهم فقد تعفنت بعض المحاصيل بسبب الرطوبة أو إغراق السيول لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية ، ناهيك عن انتشار غير مسبوق للحشرات وإصابة الأشجار المثمرة بالأمراض كل تلك الأمور باتت حقائق مرة تقض مضجع المزارع الذي سيظل منتظرا ً للحلول والحد من جائحات الطبيعة التي تصيب إنتاجه ، لأنه بذلك سيخسر محصوله مورد رزقه الوحيد والمعيل له ولأسرته فما زال الأمر يستحق التدبير والتفكير للقضاء على تلك الأهوال والأحوال قبل أن تصل إلى المحاصيل الزراعية والتي ستنعكس حتما ً سلبيا ً على المستهلك أيضا ً وتشكل لدى الجميع قلقا ً وتخوفا ً كبيرا ً من ارتفاع الأسعار التي ستحلق من جديد في فاتورة باهظة تثقل الكواهل المتعبة أصلا ً يوما ً بعد يوم ، أعباء تضاف إلى أعباء أخرى أكثر قسوة ..
لذلك على الجهات المعنية أن تفتح نوافذ اهتمامها خاصة في هذا الموضوع وأن تعمل جاهدة لتصل المنتوجات إلى زارعها وإلى المواطن العادي بصورتها المثلى ليتحقق الأمن الغذائي وبأسعار مقبولة نسبيا ً ترضي المزارع والمستهلك معاً، فهل من معين؟.
العروبة – عفاف حلاس