في قرية الحميدية – مهاجرين .. جـدران القاعـات الصفيـة متصـدعة والسقـوف تدلـف علـى رؤوس الطـلاب

الحميدية- مهاجرين إحدى قرى ريف حمص الشرقي المنسية البعيدة عن الخارطة الخدمية علماً أنها لا تبعد عن المدينة أكثر من 25 كم فقط .
وكغيرها من قرى الريف تعاني نقص الخدمات ويتمنى أهلها أن نكون صوتهم للجهات المعنية أملا في تذليل الصعوبات الخدمية التي تعترض حياتهم اليومية ..بدءاً من مشروع صرف صحي نفذ جزء منه وتوقف ولم ينته العمل به بسبب الحرب , وصولاً إلى المدرسة الابتدائية التي تعاني جدرانها من التصدعات ودلف المياه على التلاميذ شتاءً, ..انتهاء بإهمال واضح من قبل البلدية «على حد قول الأهالي» لقرى البلدية …

وللوقوف عند هذا الواقع المرير زارت العروبة القرية والتقت الأهالي والمختارعبد الله قصاص وأمين الفرقة الحزبية سامي الصالح والأهالي …
المشروع متوقف
يقول الأهالي : عندما بدأ العمل بمشروع الصرف الصحي في القرية استبشرنا خيرا , ولكن لم تكتمل فرحتنا إذ توقف العمل بالمشروع بسبب الحرب , حيث تم تنفيذ جزء من الشبكة فقط ,مما دفع بعض المواطنين إلى القيام بالحفر ومد أنابيب صرف صحي إلى منازلهم لاستخدامها غير آبهين بالمشاكل التي قد تحدث في الشبكة من خلال مد الخطوط بشكل عشوائي , ،والبعض الآخر عمد إلى استخدام الحفر الفنية المؤقتة ،ما سبب حدوث اختناقات وانسدادات في القساطل الرئيسية للشبكة أدت إلى تكسر بعض الأنابيب وبالتالي سيلان المياه الآسنة عند نهاية خط الصرف الصحي وتجمع هذه المياه على شكل ساقية ضمن الأراضي الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون , والوصول إلى بعض الآبار التي تم حفرها لري المزروعات من قبل الأهالي … عدا عن الروائح الكريهة المنتشرة والتسبب بتلوث البيئة وانتشار الحشرات الضارة التي أصابت بعض الأطفال بالأمراض الجلدية.رفع عتب
وأضاف الأهالي أنه بالرغم من إعلامهم للبلدية بهذا الأمر إلا أنها لم تحرك ساكنا , وبقي المشروع متوقفا على حاله و الأوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم …
ويتساءلون : لماذا يبقى شخص في منصب لسنوات لا يقوم بخدمة المواطنين وحل مشكلاتهم , وهل من المعقول أنه لا يوجد بديل له…لا سيما أنه لم يقم بتقديم الخدمات للقرى التابعة للبلدية ولا يتابع قضاياهم ولا يتواجد في مقر البلدية إن احتاجه أحد … ؟!!

مياه كبريتية مالحة
يتم استجرار المياه و التي من المفترض أنها مخصصة للشرب كل خمسة أيام مرة واحدة من بئر غزالة الذي يبعد عن القرية 3 كم ويروي قرى وريدة –بادو –الميدان –الجابرية –الحميدية , يقول المختار: للأسف مياه البئر غير صالحة للشرب»مياه كبريتية مالحة», إنما للاستخدام المنزلي ,الأمر الذي دفع الأهالي إلى شراء مياه مجهولة المصدر»من الصهاريج» للشرب ولا يعرفون إن كانت صالحة أم لا , مما يرتب عليهم أعباء مادية هم بغنى عنها , خاصة وأنهم يشترون كل خمسة براميل بـ 1000 ل.س .
مزاجية في العمل
أشار الأهالي إلى سوء واقع النظافة في القرية , إذ يتم ترحيل القمامة مرة واحدة فقط أسبوعيا , والمشكلة الأكبر «كما يقولون» إن صدف وكان يوم ترحيل القمامة يوم عطلة رسمية , فتبقى أكياس القمامة في شوارع القرية للأسبوع الذي يليه على الرغم من التزام الأهالي بمواعيد إخراج وترحيلها , مما يعرض تلك الأكياس للنبش من قبل الحيوانات وتراكم الأوساخ التي تصبح أكواما في الشوارع مسببة الروائح الكريهة وانتشار الحشرات , هذا عدا عن مشكلة عدم دخول الجرار المخصص لنقل القمامة إلى كامل أحياء القرية , إنما يتم الإكتفاء بالمرور على أطرافها فقط … .
إضافة إلى قيام عامل النظافة بترك بعض أكياس القمامة دون ترحيلها مما يزيد الطين بلة ..
يتم ترحيل القمامة إلى مكب يقع بين قريتي أم العمد والمخرم .
مصيرها مجهول
يؤكد أمين الفرقة الحزبية أنه ومنذ حوالي الشهرين قامت البلدية باستلام مخصصاتها من المبيدات الحشرية .. وللأسف لم تقم بلدية وريدة برش تلك المبيدات للقضاء على الحشرات القارصة في قرى البلدية مما ساهم في ازدياد عددها وتكاثرها نتيجة لوجود المياه الآسنة وبقايا القمامة في الشوارع.
عمل شعبي
وأضاف : يوجد في القرية طريق رئيسي وحيد تم شقه وتعبيده منذ سبعينيات القرن الماضي ولم يحظ من حينها بأية صيانة أو ترميم جراء الاستخدام الطويل الأمد .. فكثرت فيه الحفر ,عدا عن الحفر التي قام المواطنون بحفرها لمد أنابيب مياه الشرب والاعتداء على الطريق , مع الإشارة إلى أن البلدية قامت بجمع مبالغ مالية كرسوم لتعبيد الطريق بعد إيصال شبكة المياه لكل منزل , ولكن ذهبت الوعود أدراج الرياح، لذلك قام الأهالي بترميم الحفر على نفقتهم الخاصة كعمل شعبي كما يوجد في القرية العديد من الطرق الترابية الزراعية غير الممهدة حتى الآن .
نوعيته جيدة
يتم استجرار مادة الخبز من مخبز المخرم ويوزع عن طريق المعتمد للأهالي , ونوعية الخبز جيدة «الحديث للأهالي « ولكن المخصصات غير كافية خاصة بعد فرض يوم العطلة الأسبوعية للمخبز .
الغاز متوفر
يؤكد المختار أن مادة الغاز متوفرة , ويوجد معتمد يقوم بتوزيع المادة على الأهالي , وتباع الاسطوانة بسعرها المحدد.
ملكية زراعية
يقوم أهالي الحميدية -مهاجرين والبالغ عددهم 1500 نسمة تقريباً بزراعة الكرمة والزيتون واللوز وتربية الأبقار والأغنام رغم الجفاف وقلة المياه و الأراضي فيها ذات صفة زراعية .
جمعية بلا عمل
يوجد بالقرية جمعية فلاحية ولكنها لم تقدم أية خدمة تذكر للمزارعين -حسب ما أكده الأهالي-وذلك في الوقت الذي يسود فيه الجفاف وقلة الأعلاف والتي مازالت أسعارها مرتفعة ,إذ أن كيس العلف وزن 50 كغ يصل ثمنه إلى8200 ل .س وسعر الكيلو غرام الواحد منه 155 ل .س .
أسواق للتصريف
أشار الأهالي إلى وجود إنتاج جيد من مادة الحليب ولكن المشكلة في عدم وجود أسواق لتصريفه .. إذ يقوم الفلاحون ببيع الحليب الى معمل الألبان في قرية الجابرية، حيث يشتري المعمل كيلو الحليب الواحد بسعر 150 ل .س فقط منهم وهذا السعر لا يغطي التكاليف المرتفعة التي يدفعها مربو الأبقار .
لا مواصلات
لا يوجد سرافيس تعمل على خط القرية , ولا أية وسيلة نقل تخدم الأهالي, لذلك يضطرون للسير باتجاه قرية عين النسر التي تبعد حوالي 5 كم عن القرية للحصول على وسيلة نقل , وتمنوا أن تعمل بعض السرافيس على الخط أسوة بباقي القرى .
الأعطال كثيرة
شبكة الكهرباء في القرية قديمة منذ تسعينيات القرن الماضي ولم يطرأ أي استبدال جزئي أو كامل عليها, والأمراس من الألمنيوم وأعطالها
كثيرة خاصة في الحي الجنوبي،مما يسبب ضعف التيار الكهربائي ,ويتطلب الأمر وجود محولة لتغذية التيار مع العلم أن أهالي الحي تقدموا بشكوى إلى شعبة كهرباء المشرفة بذلك مؤخراً.
وطالب أهل القرية بإنارة الشوارع ليلاً ولو جزئياً وبالتناوب.
نقطة طبية
لا يوجد في القرية نقطة طبية، أو حتى صيدلية , وتمنى الأهالي إحداث نقطة طبية بغرف مسبقة الصنع لتقديم خدمات اللقاحات و رعاية المرأة الحامل و التثقيف الصحي،علما أنهم كانوا قد قاموا بإشادة غرفة واحدة «عمل شعبي» لهذه الغاية، و لكن مديرية الصحة أشارت إلى ضرورة وجود غرفة ثانية معها مع ملحقاتها الخدمية, فحولت الغرفة لتكون مقراً للجمعية الفلاحية .
المازوت متوفر
تم تشكيل لجنة توزيع مادة المازوت على الأهالي ووزعت الشتاء الماضي على دفعات ,وتم تلبية حاجة الأهالي من المازوت المنزلي و المخصص للمكننة الزراعية لمن يرغب , والأولوية كانت لأسر الشهداء..
مستوى التعليم متدن
يوجد في القرية مدرستان ابتدائية و إعدادية , والكادر التدريسي من المعلمين الوكلاء، الأمر الذي جعل مستوى التعليم دون الوسط على حد قول المختار والأهالي , و يكمل طلبة الثانوية تحصيلهم العلمي في ثانويات المشرفة و المخرم و قد نجح في امتحانات الشهادة الإعدادية لهذا العام أربعة طلاب فقط من أصل عشرين طالباً ..
وإلى الان لم يكتمل عدد الكوادر التدريسية في الابتدائية و الإعدادية رغم بدء العام الدراسي .. فما ذنب الطلاب البقاء دون مدرسين بعد انقضاء حوالي الشهر على بداية العام الدراسي ؟!!
الجدران متصدعة
أمين الفرقة الحزبية قال : جدران معظم القاعات الصفية في الابتدائية متصدعة و بحاجة إلى ترميم عدا عن النوافذ التي لا تحمي الأطفال من المطر شتاء بل يكاد الشبك الخارجي فيها أن يسقط لولا أن تم تثبيته بأسلاك من الألمنيوم تفادياً لذلك ،كما أن جزء من الأرضية الموجودة أسفل السبورة تعرضت للكسر و التخريب و هي تعرض حياة الأطفال و المعلم للخطر.
و في إحدى القاعات الصفية ونتيجة لضيق المكان , فإن المسافة بين السبورة و المقعد الأول لا تتجاوز المتر, و تكاد لا تتسع للمعلم حين يكتب على السبورة و لا للطفل كي يرى ؟؟
بحاجة لتوسيع
ذكر أحد مديري المدارس المتقاعدين أن عدد الشعب الصفية قليل و لا يتسع قياساً بعدد التلاميذ في كل من الابتدائية و الإعدادية، إذ يوجد في كل منها خمس قاعات صفية فقط
مكتب الشهداء
يتمنى ذوو الشهداء إحداث مكتب خاص لرعاية شؤونهم , إذ قدمت القرية و القرى المحيطة بها قدموا 80 شهيداً, استشهدوا دفاعا عن الوطن وعزته .
تحقيق وتصوير:نبيلة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار