كان المصدر الرئيسي للحصول على البروتين للكثير من الأسر السورية هو اللحم الأبيض حيث تعجز عن شراء اللحوم الحمراء اليوم أصبح شراء الفروج من المستحيلات نظرا لارتفاع أسعاره والتي تفوق قدرة المواطن من أصحاب الدخل المحدود ،اليوم سعر الفروج الواحد يعادل نصف الأجر الشهري لموظف من الفئة الأولى فمن يجرؤ على المغامرة؟؟؟ المغامرة تعني الحرمان من الكثير من الحاجات الأساسية الضاغطة للأسرة خلال شهر كامل فما العمل؟؟ وقد يأتي احدهم ليقول يمكن الاستغناء عن البروتين الحيواني بالنباتي ،والجواب سيكون وهل النباتي في متناول اليد؟؟ طبخة المجدرة الواحدة أصبحت مخيفة التكاليف ،وأسعار المنتجات النباتية التي تحتوي البروتين وهي من إنتاج أرضنا وبأيدي منتجينا فوق الطاقة أيضاً .
وضع أجيال المرحلة الحالية مصبوغ بالحرمان من أبسط المقومات لكي ينمو جسديا وفكريا ولا تبدو أية بوادر للتحسن في المستقبل القريب،وقد يتعرض لمضاعفات نتيجة غياب الكثير من العناصر التي يحتاجها الجسم كما يقول اختصاصيو التغذية.
وبالعودة إلى الفروج وكيف أصبح حلما،فقد تضافرت عدة عوامل أسست للوصول إلى ما نحن فيه الآن ،منها ارتفاع أسعار الأعلاف التي تستورد موادها الأولية من الخارج وكذلك اللقاحات والتي تسببت في انتشار الأوبئة التي من الصعوبة بمكان السيطرة عليها و تسببت في خسائر للمربين مع أسعار لاتتناسب مع التكلفة،هذا كله دفع الكثيرين من أصحاب المداجن للخروج من حسابات الإنتاج التي تغطي حاجة السوق ،اليوم التنبؤات تقول إن الأسعار تتجة نحو الخمسين ألف ليرة للكيلو الواحد حتى نهاية العام.
القضية الأساسية أن كل من له علاقة بالإنتاج يشعر وكأنه يحارب كي يتوقف عن تزويد السوق بأية مواد يحتاجها الاستهلاك البشري،بدأت أسعار الحليب مؤخراً بالانخفاض مقابل الارتفاع في أسعار الأعلاف من القطاع الخاص، وعجز الدورات العلفية على تحقيق الاكتفاء ،أي لابد من الخسارة لكل من ينتج وهذا له عواقب خطيرة على المستقبل القريب والبعيد لان البديل هو الاستيراد والذي يعني عملة صعبة ومواصفات موضع شك كما في الكثير من المستوردات والوحيد المستفيد هو من يفرض الأسعار …!!!
عادل الأحمد