تؤمن الكثير من النساء بأن الجمال يحتاج إلى التضحية ، لذلك يلجأن إلى عمليات التجميل الجراحية لتحسين مظهرهن الخارجي على الرغم من خطورة هذه العمليات حين تنقلب وفي كثير من الأحيان إلى عمليات تشويه حقيقية في ظل ممارسة هذا الاختصاص من قبل أطباء من اختصاصات أخرى ، وكثيراً ما نسمع عن نساء فقدن حياتهن بسبب عمليات شفط الدهون التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى موت المريضة !!
يتساءل الكثيرون عن الأسباب النفسية وراء إقبال النساء على عمليات التجميل غير آبهات بسلبيات النتائج أو بمخاطر الجراحة التجميلية ، فعلى الرغم من أن هذه العمليات تكلف مبالغ طائلة تصل إلى مئات الآلاف إلا أن ذلك لا يشكل عائقاً أمام النساء المهووسات بالتجميل والحصول على شكل جديد ، حتى لو اضطررن إلى اقتراض المال ، مع أن الجمال الداخلي في كثير من الأحيان ينعكس على وجه المرأة ويعطيها جمالاً وجاذبية لا يضاهيها شيء .
لقد كان الجاحظ – وهو أسطورة النثر العربي – دميماً قبيح الشكل لكنه كان واثقاً بنفسه ، متصالحاً معها ، لأنه يملك علماً غزيراً إلى جانب روح الدعابة التي تمتع بها وكان يروي الطرائف عن قباحة شكله فيقول :كنت في أحد حوانيت بغداد فجاءت امرأة قبيحة ، فقلت لها : (وإذا الوحوش حشرت ) فقالت المرأة وهي تحدق في وجهي القبيح 🙁 وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه ).
في عام 1770 صدر في بريطانيا قانون يمنع النساء من التبرج وينص القانون على اعتبار النساء اللواتي يستخدمن فنوناً خبيثة مثل العطور والأصباغ والشعر المستعار نساء مخادعات ، وتعتبر زيجاتهن باطلة !! واليوم هل تتعظ النساء الباحثات عن الجمال الزائف وتقليد المشاهير ، لأن في عمليات التجميل تغييراً لما خلقه الله ، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم .
سمر المحمد
المزيد...