يقولون التدبير نصف المعيشة لكننا مع القائلين بأن التدبير هو المعيشة كلها فلم يعد هناك مكان لهدر أو تبذير أو حياة يسير صاحبها كيفما اتفق سواء في حياته المادية أم المعنوية .. فالضغوط الاقتصادية قد جرت معها ضغوطاً كثيرة روحية وجسدية ونفسية .. وأضحى التدبير ضرورياً في كل ذلك وباتت كلمة الاقتصاد لا تتعلق بالمال وحده بل اقتصاد بالمال .. واقتصاد بالعمل والفراغ .. والشجاعة والاقدام والرضا والسخط والحب والبغض .. تدبير في كل ذلك كي تخرج بحياة كريمة ما أمكن فالحياة فن .. ومن يستطيع أن يسمو بحياته يوماً إثر يوم لهو فنان عظيم .. فنان في ترتيب أموره وتوزيع الأولويات كتوزيع الأغصان والفروع .. وفقاً لما يملكه من إمكانيات وأهمها المال فتدبير المال أهم أنواع التدبير والمال عصب الحياة .. فكيفما اتجهت أنت بحاجة للمال .. طموحك يلزمه مال .. صحتك يلزمها المال .. أولادك ..الخ.
والمشكلة في تدبير المال ليست تنحصر في التدبير في الصرف وحده لكن التدبير في الايراد هو الأهم فمصادر الايراد أصبحت شحيحة في واقع اضطربت فيه حياة المجتمع فترى من يبذر المال هنا وهناك بحساب وغير حساب وترى آخرين يقضون أوقاتاً في جمع وطرح علّ الصرف ينسجم مع الدخل فلا يتم لهم ذلك .. ولن يتم ، سواء سلكوا طريق التدبير نصف المعيشة .. أم المعيشة كلها
يوسف قاسم
المزيد...