نبض الشارع … أخلاقيات السوق !

الارتقاء بأخلاقيات أسواقنا ضرورة ومسؤولية وهدف تضطلع به مؤسساتنا الاقتصادية والربح وراء ظهرها وآخر همها –هذا ما نفهمه من تصريحات المعنيين بالشأن الاقتصادي، لكن ليس كل ما نسمعه على ألسنتهم ندركه ،معظمه جبر خواطر وللتصوير والإعلام فقط ،وليس على مستوى الخدمة في تحمل المسؤولية ومنع الاستغلال والاحتكار، وحال السوق يحكي حال من يسوق ،وحارة كل واحد يده له تجسد الإهمال والفوضى وانعدام الرقابة ،لا نشرة سعرية ولا مضاربة ودية وتفاوت الأسعار يرسم علامات استفهام عديدة أولها قصور الأداء وتقلب الأجواء بين محل و آخر في الشارع ذاته وبين حي وآخر في المدينة ذاتها وافتقاد الرقيب بمعنى كل يغني على ليلاه ومساحة التجاوزات تتمدد وإذا أوقف جريانها بضبط أو إغلاق ليوم أو يومين لإحدى المحال تعود حليمة لعادتها القديمة بعد استئناف العمل من جديد وكأن شيئاً لم يكن ،يعني العقوبة غير رادعة ،…إضافة لعدم وجود قرار محكم ومعاملة ثابتة تلزم الباعة بسعر معين وفق نشرة معينة ،فالتاجر هو اللاعب الرئيسي والمحرك الأساسي في إدارة الدفة ،وثقافة الربح جرثومة عششت في مفاصل السوق ولاسبيل لردها أو القضاء عليها بإغلاق أو تشميع ليوم أو يومين ،فالفروقات التي نتحدث عنها ليست بضعة ليرات وإنما تقدر بالمئات ،هذا على مستوى خضار وفواكه ومواد تموينية أما الألبسة فحدث ولا حرج باتت الأصفار فيها أمام أي رقم تثير الكثير من التساؤلات عن مصدر من يقيم ويرصد تلك السلوكيات اللاأخلاقية واللاانسانية وغير المتوازنة ، والمضحك المبكي أن المعنيين يتحفوننا بضرورة أن يكمل المواطن دورهم ويكون ظلهم وعينهم الثانية التي تراقب وتحاسب معززين ثقافة «الشكوى» التي يعرف المواطن بأنها «مثل قلتها» لا تجدي بل تولد الحساسية والكراهية .
عند متابعتنا للقاء مع أحد المعنيين الاقتصاديين على إحدى محطاتنا المحلية أدهشنا المعني بحضوره النادر وغوصه في أعماق السوق وإمساكه بمفاتيح «الكار » بدءاً من الفلاح حتى سوق الهال فتجار الجملة إلى المفرق وانتهاء بالبسطات لا شاردة ولا واردة غائبة عن ذهنه وكل الانتقادات الموجهة لاقت ترحيب المعني وبقدر من الترتيب والتحضر لم تهمل شكوى صغيرة أو كبيرة والتبريرات جاهزة ،وكثير من الحق أوقعه على عاتق المواطن الذي يريد أن تخرج سلته بعنب ،طالباً منه الشكوى في حال وجد غبناً بمعنى فروقاً في الأسعار أو غشاً وتدليساً يطال لقمته –لكن جملة نقائض باتت تشكل سلوكاً عاماً في أسواقنا فيها افتقاد الرغبة في تهذيب الأسعار.
الإجراءات على أرض الواقع غير فعلية وأزمة افتقاد الرادع مستمرة نتيجة الإفراط في ترك هؤلاء على عواهنهم يرتبون أمورهم وفق ما تقتضيه مصالحهم ،وفي علم التربية نعرف أن تربية الطفل تبدأ منذ الولادة أي بالتدريج يتم تعليمه ما يجب عمله أو الكف عنه ما يصح وما لا يصح فعله و ثبات المعاملة تكون فرداً ملتزماً وناجحاً مما يوفر على المربي الكثير من العمل والجهد لاحقاً وأسواقنا لم تلق دراية المعنيين وترك الحبل على الغارب وهذا ما ساهم بالتسيب والفوضى التي أرضت وتوافقت مع نزوات وأطماع القائمين عليها وغرورهم وتعجرفهم نتيجة عدم وجود من يضع لهم حداً ويلزمهم بأسس ثابتة ….

العروبة – حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...