استمرار عمليات استلام محصولي القمح والشعير .. المـــــازوت الــزراعي غيـر متــوفر … و«الـذكية» لم تحـل المشكلـة
تستمر عمليات استلام محصولي القمح و الشعير بوتيرة و جاهزية عالية من قبل المراكز المنتشرة في المحافظة سواء تلك التابعة للمؤسسة السورية للحبوب أو لمؤسسة إكثار البذار أو مؤسسة الأعلاف , وتتابع العروبة بشكل شبه يومي كميات المحاصيل المسلمة من قبل الفلاحين …
و اليوم .. نعرض في مادتنا نتائج جولة استطلاعية قامت بها الصحيفة على عدد من المراكز.
لا استثناءات في الدور
وفي لقاءاتنا مع الفلاحين قال أحدهم من قرية المكرمية بريف حمص الشمالي :إن عملية الاستلام جيدة وفيها تنظيم مشيراً إلى أنه قام بتسليم 17 ( نقلة ) قمح لكن يوجد بطء بعملية أخذ العينات وبالوزن على القبان ..
من جهته أكد فلاح آخر أن الدور ممتاز ولايوجد أي تجاوزات لكن مشكلتنا الأكبر هي نقص المازوت الزراعي المدعوم …
يصل إلى 400 ل.س !!
فلاح آخر من جمعية الفرحانية الغربية أشار إلى أن الدور جيد ولايوجد تجاوزات و التسلسل نظامي و لكن لم يتم إعطاؤنا المازوت إلا مرة واحدة مع أنني سلمت عشر نقلات – والكلام للفلاح ذاته – و أكد أنه لم تتم تعبئة مادة المازوت المدعوم إلا 25 ليتراً منذ 15 يوماً , , و نضطر لشراء المازوت من السوق السوداء بأسعار متفاوتة بين 350 و 400 ل.س للتر لكن عندما تم تزويدنا بالمازوت من مركز الاستلام كان سعر اللتر 200 ل.س و الفرق كبير جداً …
رئيس جمعية الفرحانية أوضح أن الجمعية زرعت بحدود 60% من المساحة الإجمالية البالغة 1600 دونم والموسم ممتاز مقارنة بالسنوات السابقة
فلاح آخر من تير معلة أوضح أن الموسم ممتاز لكن مشكلة المازوت كبيرة جداً و يصل سعر اللتر إلى 400 ليرة أحياناً في السوق السوداء
وعد لم يُنفذ!
فلاح من قرية تسنين في حديثه للعروبة قال : أقوم حالياً بتسليم نقلة من محصول القمح , وهي النقلة الحادية عشرة و أكد أنه لم يتزود بالمازوت المدعوم إلا مرة واحدة , علماً أننا نشتري الكالون بسعر يتجاوز 8000 ل.س في السوق السوداء , مؤكداً أن الهم الأكبر في هذه المرحلة هو تأمين المازوت المدعوم لسيارات نقل المحصول , خاصة و أنه قبل البدء بموسم الحصاد كانت الوعود كبيرة بأنه سيتم تزويد كل سيارات النقل بالمازوت ..لكن على أرض الواقع تم تزويدنا بالمازوت لمرة واحدة فقط منذ 15 يوماً بحضورمندوب من اتحاد فلاحي حمص ..
ثمن المحصول لم يسلم بعد
فلاح آخر أشار إلى أنه استلم البذار من مؤسسة الإكثار بحدود 1200 كغ وأكد وجود كمية من حبة الشعير في البذار و أمل ألا يتم رفض المحصول و تحميله المسؤولية علماً أن الحالة تتكرر منذ سنوات .
فلاحون آخرون تساءلوا عن سبب عدم تسليم قيمة المحصول من قبل جمعيتي تسنين و كفرنان حتى الآن علماً أن باقي الجمعيات تسلم القيمة بشكل سريع لايتجاوز ثلاثة أيام .
بطء بسيط تفرضه الدقة
من جهة ثانية ذكر رئيس وحدة صومعة حمص المهندس غسان القاسم أن البدء بعمليات الاستلام يتم من الثامنة صباحاً و يوجد ازدحام و ضغط نتيجة اتساع المناطق المزروعة بالقمح المحيطة بالصومعة والتي تشكل الريف الشمالي للمحافظة..
وأشار إلى أن البطء الذي يتكلم عنه الفلاحون بسبب دقة الفحص للعينات إذ يوجد ميزان حساس وعملية شوائب و إجرام لنتمكن من إعطاء كل فلاح حقه و كل عينة تحتاج إلى وقت لا يتجاوز الدقائق المعدودة .
وعن عملية التحليل ذكر بأنه يتم أخذ أربع أو خمس أقلام بواسطة المسبر الآلي من أكثر من مكان ثم تؤخذ العينات لغرفة سرية تجزأ فيها و تعطى كل عينة رقماً سرياً ثم تحلل العينة في غرفة التحليل لدقائق معدودة, لكن توجد آلية عمل معينة بدءاً من الدور للغرف السرية للمسبار للتحليل هذا الوقت بحدود عشرين دقيقة لكل مزارع و الفارق بين كل مزارع و آخر دقائق معدودة..
وأوضح أن بعض الفلاحين يحسبون الوقت منذ مجيئهم علماً أنهم يأتون ليلاً لحجز الدور, ولكن و بحسب القانون نبدأ بالاستلام من الثامنة صباحاً و حتى السابعة مساءً وماتبقى هو وقت مستقطع غير محسوب على الصومعة أو على الدور ..
وأكد أن كل مزارع يستغرق و سطياً بحدود عشر دقائق بين الوزنة الأولى و الوزن الفارغ.
محددة حاسوبياً
وأشار إلى أن عملية شراء الحبوب بالمؤسسة تتم بعد أخذ العينة و تجزأ لجزئين تحلل واحدة منها و تتم المطابقة و تعطى النتيجة بهدف تحديد الدرجة و تحديد السعر …
وأشار إلى أن سعر القمح من الدرجة الأولى يبلغ 185 ل.س للكيلو مشمول معها المكافأة التعاونية عشرة آلاف ل.س لكل طن , و سعر الدرجة الثانية 183,5 ل.س, وسعر الدرجة الثالثة 181,5 ل.س..
أما الدرجة الرابعة فأشار إلى أنها تحوي نسبة إجرام و شوائب كبيرة و تطبق عليها عليها حسميات معينة تحدد وفق جدول مبرمج حيث يتم إدخال البيانات على الكمبيوتر ويتم تحديد الحسميات لكل درجة إجرام أو شوائب ولايوجد تحويل للأعلاف و نستلم كل الكميات إلا الكميات المخالفة للمقاييس…
وأضاف : إذا تجاوزت نسبة الإجرام في العينة 20% تعتبر مرفوضة و بإمكان المزارع أن يغربلها مشيراً إلى أنه في أغلب الأحيان يوجد شعير وهو الذي يرفع نسبة الإجرام و الشوائب وأكد أن تنظيم الدور يتم وفق الأحقية بوجود المزارعين و لايوجد أي استثناء …
يستلم كافة الكميات
وأكد أن المركز على استعداد لاستقبال كل الكميات التي ترد من الفلاحين , مشيراً إلى أن الموسم مبشر بالخير و مستمرون بالاستلام لشهرين مبدئياً اعتباراً من 1-6 و الاستلام مستمر و إذا احتاج الأمر سيتم التمديد لشهر إضافي ..
وأضاف : لغاية تاريخه تم استلام 7 آلاف طن من القمح و بمعدل 400-500 طن يومياً بشكل وسطي ,أما بالنسبة لتسليم قيمة المحصول فأشار إلى أن القوائم الاسمية تنجز في المركز بشكل يومي و ترسل للمصرف الزراعي المختص ليتم صرفها بمدة لا تتجاوز 48 ساعة .
وأضاف : نحن كمركز استلام نعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء و التي تتسبب بتوقف العمل لوقت ليس بالقصير حتى نتأكد من عدم عودة التيار الكهربائي و يتم تشغيل المولدة و هو أمر يستغرق وقتاً و نأمل أن يتم استثناء المركز من التقنين في هذه الفترة على الأقل لتسريع العمل .
علماً أن كل عمليات الوزن على القبان وأخذ العينات والتحليل والتفريغ بالجورة تعتمد على أجهزة كهربائية.
الكمية الأكبر في صومعة حمص
من جهة ثانية أشار المهندس نضال قوجه مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب بحمص أن كميات الأقماح المسوقة إلى مراكز الاستلام بلغت 17165 طناً حتى يوم الأربعاء الماضي مشيراً إلى أن المراكز بدأت استلام محصول القمح من الفلاحين في 27 أيار الماضي بشكل دوكمة أو مشول لافتاً إلى أن الكمية الأكبر المسوقة خلال الفترة المذكورة في صومعة حمص …
وقال قوجه أنه تم تحويل كامل أسعار الأقماح المسوقة للمصرف الزراعي بحمص وفروعه وبلغت حوالي مليارين ليرة سورية حتى الآن حيث يحصل الفلاح على ثمن محصوله من المصرف خلال 48 ساعة من عملية الشراء لافتاً إلى أنه تم بيع مايقارب 18 ألف كيس خيش جديد لصالح فرع مؤسسة الحبوب وإكثار البذار بحمص و26 الفاً و666 كيساً لصالح فرع مؤسسة الأعلاف بحمص , مؤكداً تهيئة كل الظروف المساعدة الفلاحين لتسويق كامل المحصول لهذا العام ..
جدول مقاييس محدد
وخلال جولة (العروبة) في أحد مراكز استلام الحبوب ذكر رئيس دائرة التسويق بفرع مؤسسة البذار المهندس جهاد فانوس أنه يتم استلام بذار القمح بصنفيه الطري و القاسي مشيراً إلى أن معظم العينات من الصنف القاسي وهي متنوعة بين أصناف القمح شام و بحوث و دوما وما يهمنا كمركز أن يكون القمح قاس والشوائب ضمن جدول مقاييس يتم الالتزام به يوضح الحد الأعلى للإجرام و الشوائب والتي إذا تجاوزت هذا الحد يتم رفض العينة و تحويلها لمركز الصوامع.
و أشار إلى أن الاجرام هو المواد الغريبة عن القمح و التي لا تصلح للاستهلاك البشري مثل القش و الأتربة الناعمة و الخشنة و الحصى وبذور الأعشاب الغريبة عدا الشعير
أما الشوائب فهي الشعير و الكسر و الضامر الذي ينزل من غربال محدد قياسه 1,6 بالإضافة للحبات المصابة بالسونة مؤكداً أن الإصابة بالسونة هذا العام شبه معدومة .
الذكية لم تنفع
فلاح تواجد بالمركز أشار إلى أن مادة المازوت المدعوم غير متوفرة و أغلب المحطات لم تلتزم بتزويد (السيارات و الجرارات ) الحاملة للمحصول به رغم حصول أغلبها على البطاقة الذكية
وأضاف : لم يتم تزويدنا إلا مرة واحدة بالمازوت الزراعي بوجود لجنة مركزية و بعدها لم نر شيئاً..
مزارع من الرستن أكد أن آلية التسليم جيدة لكن عدم توفر المازوت مشكلة حقيقية و هذه النقلة الرابعة التي يقوم بتسليمها و لم يتزود بالمازوت الزراعي ولا مرة ..
مزارع من المختارية معه 3 شاحنات لتسليمها لمؤسسة إكثار البذار أكد أن الوضع جيد بالنسبة لآلية الاستلام لكن لا بد من تكرار حديثنا عن عدم توفر المازوت الزراعي بمحطات الوقود و لا في مراكز التسليم كما وعدنا قبل البدء بموسم الحصاد!!
رئيس دائرة التسويق بالمؤسسة المهندس جهاد فانوس أشار إلى أن الآلية حصراً تعتمد على الاستلام من الفلاحين المتعاقدين مع المؤسسة من بذار القمح و الشعير و يحصل الفلاحون على مكافأة تتوافق مع مرحلة المحصول المسلم (أساس محسن معتمد ..)
وأضاف : تؤخذ العينة من لجان حقلية إلى المخبر وتظهر النتيجة و توجد هنا لجنة استلام نهائي تقوم بعملية توريده و مطابقتها للمواصفات و بالنسبة لصرف القيم لا يتم التأخر أكثر من أربع أو خمس أيام حيث تحول القوائم من فرع المؤسسة للمالية ثم إلى للمصرف الزراعي.
وأكد أنه وحتى تاريخه تم استلام 1150 طناً من بذار الشعير و 300 طناً من بذار القمح و الكميات في ازدياد بشكل يومي حسب نتائج المخبر.
وأشار إلى أن مستودعات المؤسسة مازالت مدمرة ويتم التخزين حالياً في مستودع تابع لفرع السورية للحبوب قريب من الغربال حيث ستبدأ عمليات غربلة القمح بداية الأسبوع المقبل أما الشعير يتم تخزينه في مستودع تابع لفرع المؤسسة في الدار الكبيرة .
غربلة 5 أطنان يومياً
وذكر مدير فرع مؤسسة إكثار البذار المهندس أحمد يوسف أحمد أن الغربال الموجود بحمص متنقل طاقته الإنتاجية 5 أطنان بالساعة , و في العام الماضي تمت تغطية حاجة محافظة حمص وتم شحن كميات من القمح المغربل لأكثر من فرع من ضمنها حلب و أكد أن نوعية البذار جيدة وعملية التعقيم ممتازة ونعاني فقط من انقطاع الكهرباء…
وأوضح أنه في أغلب الأحيان يتم العمل ورديتين من الثامنة صباحاً و حتى الثامنة مساءً, و سنبدأ بغربلة الشعير حيث سيتم شحنه مغربلاً و معقماً بأكياس بوزن 50 كيلو و يخزن بمستودعنا , وبعدها ستبدأً عملية غربلة كميات القمح…
مشيراً إلى أن عملية تجهيز الكميات سواء من بذار القمح أو الشعير من الممكن أن تستغرق خمسة أو ستة أشهر , ثم تبدأ عمليات البيع مجدداً من 15 تشرين الأول ولمدة شهرين أو أكثر حسب الحاجة .. و أشار إلى أن فرع المؤسسة وزع العام الماضي 4300 طن .
و ذكر أحمد أن قيمة المبالغ المحولة من قبل المؤسسة للمصارف الزراعية بحمص و الرستن و القصير 500 مليون ل.س كأثمان لمحصولي بذار القمح و الشعير المسلمة من قبل الفلاحين .
وأوضح أن مراكز فرع المؤسسة تشهد إقبالاً واسعاً من قبل المزارعين هذا العام بفضل الأسعار المنافسة و التي يطرحها الفرع لتشجيع الفلاحين على إنتاج أنواع البذار المحسنة.
محمد بلول