شــــجون تـربـويـة

مضى الامتحان وبقي هاجس النتائج يؤرق الطلبة وأهاليهم كون الوصول إلى حصاد مرموق لم يكن يحتاج إلى( هز كتاف) فقط وإنما إلى عصر دماغ وعصر الجيوب إلى آخر رمق والسباق نحو خط بداية مستقبل شائك يستنفد قوى الطالب ويضرب الموازنة الأسرية التي تضيق الحروف بوصف تفاصيلها وليزيدها اختناقاً قلق ورعب الشهادة الثانوية والتعليم الأساسي بدعم من محترفي تقطيع المعلومة وإيصالها بالتنقيط والدعم لمستحقيه أي لمن يدفع ..(دروس خصوصية ) عرض وطلب ، تجارة رائجة ومخرجة بإحكام وتنطق الأخرس من هول فظاعتها لكن معنيونا يلوذون بالصمت حيالها ويستعيدون كل مرة «اندهاشهم» من حالة انفلات خرجت من قبضتهم ولم يستطع بعد مقامهم الكبير السيطرة عليها ..جملة صعوبات وشجون أردنا الإضاءة عليها علّ القائمون يجدون لها مخرجاً يريح أجيالاً وأولياء أمور كونها وصلت إلى حدود غير منطقية ، فمؤسسة«التربية والتعليم » نستعيد ذكرياتها أيام زمان عل الذكرى تنفع في إبعاد المتسلقين والفاسدين والمتاجرين بالعلم وسماسرته الذين دخلوا هذا القطاع من أوسع أبوابه مستغلين حاجة الطلبة إلى دروس كان الأولى بهم إعطاءها خلال المرحلة الدراسية وأثناء فترة الدوام الرسمي ..
مانود توصيله في هذه الزاوية الصغيرة ليس الدروس الخصوصية التي كتبنا عنها الكثير واعتبرت شحطة قلم لاتقدم ولاتؤخر لم تلق آذاناً صاغية من قبل المعنيين مع أنها جزء من كل والعملية التعليمية متكاملة ولا يمكن تجزئتها والخلل الذي طال هذا القطاع أثناء الحرب شكل حالة استثنائية وبهمة جيشنا وصمود شعبنا بدأت الأمور تأخذ مجراها الطبيعي ،…هذا العام كان مختلفاً شهدنا فيه قدراً من الإجراءات من شأنها أن تعيد الهيبة إلى هذا القطاع التربوي الهام منها الحد من حالات الغش والمخالفات ووفق ما سمعنا وتم تداوله أنه تم إلغاء امتحان بعض المواد في إحدى المحافظات ومجموعة تدخلات ملموسة عكست مقداراً من التنظيم في العملية الإمتحانية وهنا نريد أن نصل إلى بيت القصيد وهو أنه إذا أردنا وضع الأمور في نصابها الصحيح وبشكل يليق بمؤسساتنا فإننا قادرون لحظة نريد، ولكن أن نمسك بطرف ونرخي آخر , فهنا الطامة الكبرى فالطالب الذي هو أس العملية التعليمية كان يحتاج إلى دراية ومراقبة المعنيين منذ بداية العام الدراسي , ..
لسنا مع التسيب والفوضى في الامتحانات ولسنا كذلك مع بقاء الطالب رهينة عملية تدريسية قاصرة تسوقه إلى طلب الدروس الخصوصية وبالتالي استنزاف مدخول أهله في عملية ليست مكفولة « ولا » مرخصة أصولاً ولا تخضع لتسمية تنظمها وتديرها ..
العملية التعليمية بحاجة إلى سبر ودراية وحرص المعنيين لايمكن أن ينأى عن جانب ويمسك بآخر , لابد من التوازن المحكم بين المقدمات والنتائج .. نحتاج العودة إلى واقع تربوي نحبه ونرهب جانبه , لايوجد بحر بلا قاع أو قرار والغوص في العملية التعليمية وسبر أغوارها لا يحتاج من المجذفين سوى الإرادة للوقوف أمام تيارات جارفة وعميقة من المدخلات التي شوّهت العملية التعليمية .. الموضوع ليس بحاجة إلى ترجمة فلا يمكن ترك هذه الشريحة تصارع طواحين الهواء وفهمكم كفاية .

العروبة – حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار